باب إعراب الفعل المستقبل
  والسكون في كل فعل آخره ألف مثل: لن يخشى، ولن يرضى، قال الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ}[البقرة: ١٢٠]، وهذا أيضًا مجاز والغرض به تبيين حالة منصوبًا، وإلا فالسكون لا يكون علامة للحركة والجزم مثل قولك: لم يقم زيد وله علامتان حرفٌ وسكون، فالسكون سلب والحركة وهو يكون في كل فعل صحيح اللام مثل: لم يضرب ولم يقم، ولم يقعد والحذف قطع الحرف وهو يكون في نوعين:
  أحدهما: معتل اللام بالواو والياء والألف جميعًا، نحو: لم يغز، ولم يرض، ولم يرو، قال الله تعالى: {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}[التوبة: ١٨] تحذف اللام، وتبقى الحركة التي قبله لتدل عليه ضمة على الواو، وكسرة على الياء، وفتحة على الألف.
  والثاني: الفعل الذي رفعه بثبات النون نحو: لم يقوما، ولم يقوموا، ولم تقومي قال الله تعالى {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا}[البقرة: ٢٤]، فحذف النون، ولا يبقى عليها دليل لأنها ليست من نفس الكلمة خلافًا لما تقدم. فقد صار الفعل في إعرابه على أربعة أقسام:
  ضرب منه يُرفع، ويُنصب بالحركات ويُجزم، بالسكون، وهو كل فعل صحيح اللام، نحو: هو يضرب، ولن يضرب، ولم يضرب.
  والضرب الثاني: يجيء على ثلاث مراتب: يُرفع التقدير، وينصب بالحركة، ويجزم بالحذف، وهو كل فعل آخره واو أو ياء نحو: هو يغزو ويرمي، ولن يغزو ويرمي ولن يرمي ولم يغز، ولم يرم.
  والضرب الثالث: يُرفع وينصب بالتقدير ويجزم بالحذف وهو كل فعل آخره ألف نحو: هو يرضى، ولن يرضى، ولم يرضَ.
  والضرب الرابع: يُرفع بالنون، ويُنصب ويُجزم بالحذف، وهو فعل الاثنين والجمع والمؤنث، مثل: هما يقومان، ولن يقوموا، ولن تقومي يا امرأة، فافهم ذلك.
  فصل: وأمَّا بمَ يُعرب الفعل المستقبل؟ فهو يُعرب بعاملين: