كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الاسم الظاهر

صفحة 14 - الجزء 1

  قام زيد، ومثال المفعول: ضربتُ زيدا، ومثال المخبر عنه: زيد قائم، وإن زيدًا قائم، وكان زيد قائمًا، ومثال المنعوت مررتُ برجل قائم ومثال المعرفة أنا وزيد، وهذا الرجل وغُلامه ومثال النكرة: رجلٌ، وغلامٌ ومثال المؤنث: قائمة، وقاعدة، ومثال المذكر: قائم وقاعد فهذه كُلها علامات الاسم ورسومه لا توجد إلا معه ولا تجتمع إلا فيه، ولا يجوز تعريه عن جميعها، فعلى هذا تقول: كُلُّ فاعل اسم وليس كل اسم فاعلاً، وكذلك الباقي.

  فصل: والاسم ينقسم على ثلاثة أقسام: ظاهر ومضمر ومبهم، وسنفرد لكل واحد من هذه الثلاثة بابًا نستوفي فيه شرحه إن شاء الله وبالله التوفيق.

باب الاسم الظاهر

  ويُسأل فيه عن ثلاثة أسئلة ما الظاهر؟ ولم سُمِّيَ ظاهرًا؟ وعلى كم ينقسم؟

  فصل: أما ما الظاهر؟ فهو كل اسم دلَّ بلفظه على مجرد ذاته، وبإعرابه على صريح معناه.

  فصل: وسمي ظاهرا لظهوره وتجليه واستغنائه بنفسه عما يُفسره، خلافًا للمضمر والمبهم، والناقص.

  فصل: وهو ينقسم على ثلاثة: مفرد، ومثنى، ومجموع، فالمفردات خمسة أنواع: أسماء صحيحة مفردة منصرفة، مثل: زيد والرجل وغُلامه، وسميت صحيحة لسلامة أواخرها من حروف العلة، وقيل مفردة: احترازًا من المثنى والمجموع جمع السلامة، ومنصرفة لتمكنها من الإعراب لأنه يدخلها الرفع والنصب والجر مثل: هذا الرجل، ورأيتُ الرجل، ومررتُ بالرجل، ومثله: هذا غُلامُ زيد، ورأيتُ غُلامَهُ، ومررتُ بغلامِهِ، فإن خلا من الألف واللام والإضافة دخله مع الإعراب التنوين مثل: هذا زيد ورجل، ورأيتُ زيدًا ورجلاً، ومررتُ بزيد ورجل، ولو أضفته إلى نفسك لم يتبين فيه الإعراب؛ لأن ياء النفس لا يكون ما قبلها إلا متحركا بالكسر غالبًا، مثل: هذا غلامي ومررتُ، بغلامي، ورأيت غُلامي، وقلنا غالبًا: احترازًا مما