كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الاستثناء

صفحة 154 - الجزء 1

  فصل: وأما أحكامها فمختلفة، أمَّا (إلَّا) فهي أمُّ الباب تنصب ما بعدها إذا كان موجبًا، أو مقدما، أو منقطعًا كما مثلنا، وتتبع ما قبلها إذا كان منفيًّا، أو استفهاما، أو نهيًا، وقد مثل ذلك، ويتصرف للعامل إذا كان مفرعًا. وأما غير وسوى وسواء، وسوا تبين الإعراب فيها في غير سواء الممدودة مفتوحة السين، مثل: جاء القومُ غير زيد، وسواء زيد، وأمَّا سِوَى وشوى بكسر السين وضمها فمقصور أن حكم عليها بالإعراب. وإعراب هذه الأربعة الأسماء يكون على حد إعراب الاسم الواقع بعد إلا إن نصبًا فنصب، وإن جرًّا فجر، وإن رفعًا فرفع، ولا يكون ما بعد إلا مجرورًا بالإضافة.

  وأما ما خلا وما عدا، وليس، ولا يكون فهي أفعال لا يكون ما بعدها منصوبًا في الغالب مثل: جاء القومُ ما خلا عمرًا، وما قام أحد ما عدا أخاك، وجاءَ القوم ليس زيدًا، ولا يكون زيدًا فنصب على الخبر لليس، ولا يكون، والاسم محذوف تقديره: ليس أحدهم زيدًا. ويجوز - وهو ضعيف - أن تقول: ليس زيد، ويحذف الخبر، وضعف لأن الاستثناء قد قوي فيه المنصوب. ووجة آخر وهو أنه يجوز حذف المستثنى منه إذا كان عليه دليل ولا يجوز حذف الاستثناء، والخبر هاهنا الاستثناء نفسه ووجه ثالث: وهو أن الأسماء تُحذف كثيرًا لدلالة الأخبار عليها، ولا تُحذف الأخبار لأن بها تقع الفائدة ووجه رابع: وهو أن هذه الأفعال تضمر فيها أسماؤها ولا تضمر فيها أخبارها وقلنا: في الغالب احترازا من الوجه الضعيف. - أعني الرفع بعد ليس ولا يكون -.

  فأما ما خلا، ما عدا فلا يجوز فيما بعدهما إلا النصب البتة، وأما حاشا وخلا وبله، ولا سيما فيكون مُخيرًا فيما بعدها إن شئت، جررتُه وجعلت حاشا وخلا حرفي جر، وبله ولا سيما اسمين مضافين إلى ما بعدهما فقلت: جاء القومُ حاشا زيد وخلا زيد وبله زيد بمعنى ولا مثل زيدٍ وإن شئت نصبت بعد حاشا وخلا وبله، وجعلت حاشا وخلا فعلين وبله اسم فعل ورفعت بعد لا سيما فقلت: حاشا زيدًا وخلا زيدًا، وبله زيدًا. قال كعب بن زُهير: (كامل)