باب الاسم الظاهر
  ساكنة أبدا، والألف لا تتحرك، لأن تحريكها يؤدي إلى قلبها واوا أو ياءً لأن أصل فتى وشبهه فتي، وأصل عصا وشبهها عصو.
  فقلبها يؤدي إلى ثقل استعمالها، فإن كان مذكرًا منكرًا دخله التنوين، علامة للصرف، فقيل: هذا فتى، ورأيتُ فتى، ومررتُ بفتى، قال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا}[الدخان: ٤١]، وهذه الألف في حالة الرفع والنصب والجر مع الألف واللام للإضافة، ومع التنوين في الرفع والجر عوض من لام الكلمة.
  فإن نصبت منكرًا كان عوضًا من التنوين في الوقف، وليس بألف تأنيث لأن لام الكلمة ثالثة وألف التأنيث تقعُ رابعة، وأسماء معتلة مضافة مثل: أبيك، وأخيك، سُميت معتلة؛ لأن حروف العلة تلزمُ أواخرها وجُملتها ستة ألفاظ تُحفظ ولا يقاس عليها وهي: أبوك، وأخوك، وفُوك، وحموك، وهنوك، وذو مالٍ، فإن أضفته إلى ياء النفس لم يتبين فيه إعراب وقلت: هذا أخي ورأيتُ أخي ومررتُ بأخي، فإن فصلته عن الإضافة صح وأعربته بالحركات فقلت: هذا أخ، والأخ، ورأيتُ أخا والأخ، ومررتُ بأخ والأخ، وكذلك الباقي إلا «ذا» فإنه لا ينفصل من الإضافة لأن لا يبقى اسم ظاهر مُعرب على حرف واحد وإلا فإنك تقلب حرف العلة فيه ميما، فتقول فم وفما، وفم، ليقوى عليها الاعتماد، قال الشاعر: (الكامل)
  ...................... ... كفم يحاول من فم تقبيلاً
  ولا يجوز قلبها مع الإضافة إلا لضرورة كما قال الشاعر: (رجز)(١)
  ...................... ... يصبح عطشان وفي البحر فمه
  فإن لم تضف حماك جاز ثلاثة أوجه: إلحاقه بالمقصور مثل: هذا حمى، وهمزه نحو: هذا حمو، وحذفه مثل: هذا حمّ، فإن أضفت الجميع إلى ظاهر أو مضمر ليس بمتكلم رفعته بالواو، ونصبته بالألف، وجررته بالياء، فقلت: هذا أبوك،
(١) نسب هذا البيت لرؤبة بن العجاج انظر ليس في كلام العرب لابن خالويه ص ١٠٠، وفيه: يُصبح ظمآن بدلاً من يصبح عطشان.