كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الحروف التي تنصب الفعل المستقبل

صفحة 168 - الجزء 1

  الموصول، ولن تنقله من الإيجاب إلى النفي وكي واللام تنقلانه إلى الغرض، وحتى تغيبه وتجره لأنه كان قبل دخولها مُبهما، فتقلبه من الإبهام إلى التخصيص، وإذن والفاء، وأو، والواو تنقله من الوجوب وتصيره وجوبًا غير واجب.

  فصل: وهي تنقسم على ضربين أصل ومحمول على الأصل. فالأصل منها الأربعة الأول وهي: أن، ولن، وكي، وإذن، لأنها تعمل بأنفسها وما عداها محمول على أن يعمل معناها، وتكون أن مقدرة معه فإذا قلت سرت حتى مطلع الشمس، فمعناه: سرت إلى أن تطلع الشمس، وكذلك إذا قلت في الأجوبة: قُم فأقوم معك كان التقدير: فأن أقوم معك وكذلك الباقي.

  فصل: وأحكامها كثيرة مختلفة، أمَّا أن فإنَّها لا تعمل إلَّا إذا كان الفعل الذي قبلها فعل طمع، أو إشفاق مثل: أرجو أن تقوم، وأخاف أن تفعل، فإذا كان الفعل قبلها فعل تحقيق فإنَّها لا تعمل فيه شيئًا، بل تكون مخففة من الثقيلة، وذلك نحو قولك: أعلم أن تقوم بالرفع، والتقدير: أنَّك تقوم وأكثر ما تجيء المخففة هذه ومعها فعل بأحد أربعة أحرف، وهي قد، ولا والسين، وسوف، قال الله تعالى: {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا}⁣[المائدة: ١١٣]، وقال تعالى: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ}⁣[المائدة: ٧١]، و {أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ}⁣[طه: ٨٩]، في بعض القراءة، وقال: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}⁣[المزمل: ٢٠]، وهذه أيضًا اسم ناقص يُحكم على موضعه بالإعراب وقد تكون أن حرفًا في موضعين: أحدهما: أن تكون بمعنى أي التي بمعنى التفسير، مثل قوله تعالى {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا}⁣[ص: ٦]، وفي مثل: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ١٠٤}⁣[الصافات]، وأكثر ما تكون هذه مع الأمر والنداء. والموضع الثاني تكون فيه زائدة مثل قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ}⁣[يوسف: ٩٦] معناه: فلما جاء البشير. وأن زائدة للصّلة وربّما جزم بها الشاعر