كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الجزم

صفحة 192 - الجزء 1

  الثاني مثل: هذا حسن وجه وإثبات التنوين في الأول، ونصب الثاني على التمييز، أو على التشبيه بالمفعول مثل: هذا حسن وجهًا. والثالث: إثبات التنوين في الأول ورفع الثاني فاعلاً إذا كان الثاني معرفة، مثل: هذا حسن الوجه، ووجهه، ويجوز فيه الجر إذا عرف مثل حسن الوجه وهي لا تعرف المضاف لأنه يقدر فيها الانفصال، ولها نظائر تُذكر في باب المعرفة والنكرة إن شاء الله تعالى، ولذلك قلنا: غالبًا. والنصب على أنه مفعول مثل: حسن الوجه، وقد تقدم بيان ذلك في باب الصفة المشبهة فافهم ذلك وبالله التوفيق.

  هذا آخر المجرورات يتلوها المجزومات.

بَابُ الْجَزْم

  وفيه ثلاثة أسئلة كم أدوات الجزم؟ وما معانيها؟ وما أحكامها؟

  فصل: أما كم أدوات الجزم؟ فهي خمس لم ولما، ولام الأمر، ولا في النهي، وإن في الشرط مع ما حمل عليها تقول: لم يقم زيد، ولَمَّا يقم زيد، وليقم زيد، وإن يقم زيد يقم عمرو تجزم هذه الأفعال كلها بهذه العوامل المختلفة. ومعنى الجزم في اللغة القطع تقول: جزمتُ الشيء، أي قطعته، فلما كان هذا الإعراب قطع حرف من الفعل العليل والفعل الذي رفعته بثبات النون مثل: لم يغز، ولم يرم، ولم يرضَ، ولم يقوما، وتحذف حركة من الصحيح مثل: لم يركب، والحذف والقطع سيان قيل له جزم.

  فصل: وأما ما معاني أدوات الجزم؟ فمختلفة فمعنى لم ولما: النفي، ويختصان بنفي الفعل الماضي، تقول: لم يقم زيد أمس، ولما يقم أمس إلا أن لما أكثر نفيًا من لم، وهما في النفي مثل نوني التأكيد في الإيجاب. ومعنى اللام الأمر، إلا أنها تختص بالغائب دون الحاضر، غالبًا، تقول: ليقم زيد بالكوفة، وإنَّما اختص بِهَا الغائب لأنَّهم كثيرًا ما يضعون اللام للبعد والغائب أبعد من الحاضر، ألا ترى أنَّهم يقولون في الإشارة إلى القريب ذا، ولِمَنْ يليه ذاك، ولأبعد الأبعدين: ذلك،