كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب النعت

صفحة 202 - الجزء 1

  فصل: وأمَّا على كم ينقسم النعت؟ فهو ينقسم على ضربين: مشتق، وواقع موقع المشتق. فالمشتق ضربين: أسماء الفاعلين مثل: الضارب، والمكرم، وأسماء المفعولين، مثل: المضروب والمكرم، والواقع موقع المشتق، مثل قولك: مررتُ برجل حجر وجهه، أي: قليل الحياء وجب ثمانين قامة، أي: طويل، وقاع عرفج كله، أي: خشن رُوي ذلك كله عن الفارسي |، ومنه مررتُ برجل له علم، ورجل مكي.

  فمن الأسماء ما يُنعت على موضعه دون لفظه وذلك أربعة أنواع وهي: الأسماء المنقوصة في حال الرفع مثل: جاءني قاض ظريف، وجمع المؤنث السالم في حال الجر، مثل: رأيت المسلمات العواقل، وما لا ينصرف في حال الجر، مثل: مررتُ بإبراهيم العاقل والأسماء المبنية، مثل: جاءني هؤلاء الرجال.

  ومنها ما ينعت على موضعه ولفظه وذلك سبعة أنواع، وهي، الأول: المنادى المفرد، مثل: يا زيد الظريف والظريف، والثاني: ما أضيف إليه اسم الفاعل والمفعول بمعنى الحال والاستقبال نحو هذا ضاربٌ زيد الظريف غدًا والساعة والرابع: اسم إنَّ وأنَّ، مثل: إنَّ زيدًا والظريف والظريف عالم، والخامس: اسم لا، مثل: لا رجل ظريفا وظريف عندك والسادس: المتعجب منه إذا كان على صيغة أفعل به مثل: أحسن بزيد الظريف والظريف والظريف بالجر على اللفظ، والنصب على أنه مفعول متعجب منه، والرفع على المعنى لأنه فاعل. السابع: خبر ما مع الباء، مثله ما زيد بالرجل الظريف على اللفظ والظريف على موضع الباء في الحجازية، والظريف على موضعها وهي تميمية، وكذلك خبر ليس مع الباء يُجر نعته وينصب.

  ومنها ما ينعت على لفظه فقط، وهي: سائر الأسماء المنعوتة من هذا الباب سوى ما ذكرنا، فصار جملة الأمر أن قسمتها في النعت ثلاثة: على اللفظ، وعلى الموضع، وعلى اللفظ، وقد مثل جميع ذلك، واعتبر ذلك في الحركات فما كانت صريحة في الإعراب وجب الإتباع على اللفظ، وما كانت حركته صريحة في البناء