كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب العطف

صفحة 211 - الجزء 1

  وفقية. ورأيتُ هؤلاء وأخاك.

  ومنها ما يعطف على لفظه وموضعه وذلك ثمانية أنواع، وهي: نداء المفرد، مثل: يا زيد والرجل، قال الشاعر: (وافر)

  ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما خَمْرَ الطريق

  وإضافة المصدر، مثل: عجبتُ من ضرب زيد وعمرو، وعمرو خالدًا. وإضافة اسم الفاعل مثل هذا ضارب زيد وعمرو، وعمرًا غدًا. والتركيب مع لا مثل:، لا رجل وامرأةً، وامرأةٌ عندك واسم إن مثل: إن زيدًا وعمرًا وعمرو قائم. قال الشاعر: (طويل)

  فإني وقيَّار بِهَا لغريب

  وخبر ليس وما مع الياء، قال الشاعر: (وافر)

  فلسنا بالجبال ولا الحَدِيدَا⁣(⁣١)

  يروى بنصب الحديد على موضع البناء، وجره على اللفظ.

  والمفعول المجرور مثل شكرتُ لزيدٍ، وعمرو وعمرا. وعلى موضع الفاء في الجوابات: قم فأقوم معك، وأحسن وأحسن إليك، ومثله: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ١٠}⁣[المنافقون]، ويجوز في غير القرآن، ويكون على موضع حرف الجر الزائد مع المبتدأ والفاعل، مثل: ما في الدار من رجل وامرأة، وامرأة، وما جاءني من رجل ولا امرأة وامرأة، وكفى بالله ورسوله شهيدًا. وقد قيل إن العطف بالرفع على اسم إن لا يجوز إلا أن يكون مضمرًا، وليس في ذلك حجة واضحة، ولا له وجه من التخريج، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى}⁣[الحج: ١٧].

  وأما الجائز فإنه يجوز عطف المعرفة على المعرفة، نحو: رأيت زيدًا وعمرا،


(١) انظر: الجمل للزجاجي: ٦٨.