باب العطف
  الأول اسمين قد عُطِفَ أحدهما على الآخر، مثل: ظننتُ زيدًا وعمرًا قائمين، جاز توسيط المفعول الثاني بينهما، قال البعيث:
  وجدتُ أباها رائضيها وأمها ... فأعطيتُ فيها الحكم حَتَّى حَويتها(١)
  ويجوز إقامة الفاء مقام الواو فتأتي غير مرتبة، قال امرؤ القيس: (طويل)
  قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بَيْنَ الدَّخول فَحَومَلِ(٢)
  وأما الممتنع: فعطف الاسم على الفعل إلا اسم الفاعل، وعطف البيان على الاسم سوى فعل الحال على اسم الفاعل، وعطف الماضي على المستقبل، والمستقبل على الماضي في غير النفي والشرط، وعطف المجرور الظاهر على المضمر بغير إعادة الجار، وكذلك المضمر على المضمر؛ في مثل: مررتُ بك وبه، والعطف على المضمر المرفوع المتصل قبل أن تؤكده بمنفصل، وعطف المرفوع على المنصوب والمجرور والمنصوب على المرفوع والمجرور، والمجرور على المرفوع والمنصوب سوى ما استثنيناه في الأحكام الجائزة في جميع ذلك. ويمتنع أيضًا تقديم العطف إذا لم يعتمد، نحو قولك: وعمرو جاء زيد.
  فصل: في. عطف البيان. وعطف البيان يلحق بهذا الباب؛ وهو: تبيين الأسماء بالكني، والكنى بالأسماء، مثل: جاءني زيد أبو القاسم، ورأيتُ أبا القاسم زيدًا. والفرق بينه وبين عطف النسق من وجهين أحدهما: أنه نفس المعطوف عليه، كأنك عطفت على الأول؛ فبينته بالثاني والوجه الآخر: أنه يكون بغير حرف عطف. والفرق بينه وبين النعت أنه يكون بغير المشتق.
  والفرق بينه وبين البدل: أنَّه لا يقوم مقام ما عطف عليه كما يقوم البدل مقام المبدل منه في قول بعضهم.
  والفرق بينه وبين التوكيد أنَّ التوكيد إعادة لفظ أو معنى، وليس كذلك عطف
(١) هو خداشر بن بشر من بني مجاشع انظر: الشعر والشعراء: ٤٩٧.
(٢) انظر: ديوانه ٨.