كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب البدل

صفحة 225 - الجزء 1

  المذكر، مثال الأول قال الشاعر: (وافر)

  فكرت تبتغيه فصادَفَتْهُ ... عَلَى دَمِهِ ومَصْرَعِهِ السبَاعَا⁣(⁣١)

  ومثال الثاني: نفعني إخوتك إحسانهم، ومثال الثالث: أعجبتني الجارية حسنها. ومثال الرابع: أعجبني زيد سجيته، ولذلك قُلنا: غالبًا ومثله في بدل البعض: ضربت زيدًا يده، وقطعت يده أصابعها.

  وأما الممتنع: فتقديم البدل على المُبدل منه وإبدال المرفوع من غير المرفوع، والمنصوب من غير المنصوب والمجرور من غير المجرور سوى المستثنى من ذلك في الأحكام الواجبة والجائزة. ويمتنع إبدال المؤنث من المذكر، والمذكر من المؤنث ما لم يكن جزءاً مِن المُبدل منه ومشتملاً عليه نحو: قطعتُ زيدا يده. وإبدال المفرد من الجمع والجمع من المفرد، وكذلك ما أشبهه في بدل الكل ويمتنع أيضًا البدل من ياء النفس وضمير الفاعل والمتكلم والمخاطب المرفوع مثل ضربني، وقمتُ أنا وأنت؛ لأن معنى البدل البيان والبدل منها يزيدها إشكالاً وكذلك ما أشبهه فقس على ذلك موفقًا إن شاء الله سبحانه.

  وربما جاز بدل البعض والاشتمال من هذه الضمائر دون الكل وهو ضعيف.

  انقضى الكتاب الثاني ويتلوه كتابُ الفروع، والحمدُ لله عَلَى نِعَمِهِ وأفضالِهِ وصلواته على محمد خاتم أنبيائه وسلامه.


(١) البيت للقطامي انظر: ديوانه: ٤١.