كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب ما لا ينصرف

صفحة 227 - الجزء 1

  أحمد وأسعد، وما أشبهه ما في أوله ألف زائدة كألف المضارعة ويزيد ويشكر مما في أوله الياء. وتغلب وتلثم مما في أوله التاء. وكذلك لو سميت بما في أوله نون زائدة مثل: نضرب، ونخرج، وما أشبهه مِن أوزان الفعل المستقبل على جميع أحواله. فأمَّا الفعل الماضي فلا اعتبار به لأن وزنه شبيه بأوزان الأسماء فلذلك انصرف ألا ترى أن ضرب بوزن حبل، وظرف بوزن عضد. وعلم بوزن كتف. وقرمط بوزن جعفر، إلا ما سمي بوزن الفعل الذي لما لم يُسم فاعله، فإنَّه لا ينصرف في الغالب مثل ضرب وضُورب، واحترازًا من المعتل الثلاثي والمضاعف فإنَّهُما ينصرفان لأن لهما في الأسماء مثالاً وذلك نحو: قيل، وبيع، ومر، وسُرّ، مثلهما: فيل، وديك، وبُرَّ، وكر.

  ومنها نوع ثالث يكون معرفة مؤنثًا بعلامة معه وغير علامة.

  فالذي بعلامة مثل: طلحة وفاطمة وما أشبه ذلك مما في آخره تاء التأنيث لمذكر كان أو لمؤنث.

  والذي بغير علامة مثل سُعاد وزينب وجميع ما سُمي به المؤنث للعلمية إذا كان رُباعيًا فما فوقه، أو ثلاثيا وسطه متحرك مثل: سقر، قال تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ٢٦ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ٢٧}⁣[المدثر]. وقدم اسم امرأة. فأما الثلاثي ساكن الوسط مثل: هند، ودعد حمل، ففيه لغتان منهم من يصرفه لخفته. لا ومنهم من يصرفه لاجتماع العلتين فيه فالأول أكثر والثاني أقيس قال الشاعر فجمع بين اللغتين: (منسرح) لَمْ تَتَلفّع بِفضل مئزَرِهَا ... دعد ولم تُغدَ دعدُ بالعُلَبِ⁣(⁣١)

  ومنها نوع رابع يكون معرفة معدولاً من فاعل إلى فعل فيمنعه التعريف والعدل وذلك مثل عمر وقتم، وزفر. مما لا يجوز دخول الألف واللام فيه فأما نغر، وصرد، وجعل، من الأحاد، وحفر وغُرف وظلم مِنَ الجُموع فليس بمعدول من


(١) البيت لجرير انظر: ديوانه ٦٧.