باب ما لا ينصرف
  كأن دَنَانيرًا عَلَى قَسَمَاتِهِم ... إذا الموتُ للأبطالِ كَانَ تَحاسيا(١)
  ومثله: (طويل)
  كأنَّ دَنَانِيرًا عَلَى قَسَمَاتِهِم ... وإن كان قد شفت الوجوه لقاء(٢)
  وفي التنزيل: {قَوَارِيرَا ١٥ قَوَارِيرَ}[الإنسان: ١٥ - ١٦] في قراءة بعضهم، ويجوز في مثل: نوح وهود ولوط $ الصرف لخفته وإن كان فيه العجمة والتعريف لأنه ثلاثي ساكن الوسط، والقياس منع صرفه. وإنما جاز ذلك لأنه ثلاثي بوزن فعل وهو أخف الأوزان. وإذا جاز في ثلاثي المؤنث كما قد مضى نحو: هند ودعد وجمل فأحرى أن يجوز في ثلاثي المذكر. وكذلك حسان وسمان، وتبان، يجوز أن تشتقها من التبن والسمن والحسن، فلا يصرفها لأن الألف والنون فيها زائدان ويجوز أن تشتقها من التبن والسمن والحسن فتصرفها لأن النون فيها أصلية. ويجوز أن يدخل على ما لا ينصرف الألف واللام وتضيفه فتصرفه نحو قولك: مررتُ بالحمراء وإبراهيم. وإذا صغرت ما كان بوزن الفعل أو الجمع أو المعدول نحو: أحيمد وأحيمر ودنينيرات وثليث، ومريبع، انصرف. أما صرفه مع الألف واللام والإضافة فلأنهما من خواص الأسماء.
  وأما التصغير فإنَّه يذهب بإحدى علتيه ألا ترى أن أحمد وشبهه كان فيه الوزن والتعريف فسقط الوزن مع التصغير وقس عليه الباقي وأما زينب وطلحة وعثمان، وحميراء، وسكيرى فلا تنصرف لبقاء علتها.
  وأما الممتنع فجر ما لا ينصرف وتنوينه واتباعه على لفظه ويمتنع أيضًا لفظ الرفع والنصب في سُكرى لأن آخره ألف والألف لا تتحرك، وكذلك يمتنع أن يلحق هذا الباب عرفات وشبهه من الجموع إذا سمي بها المؤنث المفرد كأن. امرأة زينبات أو مسلمات أو بركات أو غيرها بل يكون هذا مصروفًا لملاقاته
  يُسمي
(١) انظر: شرح ديوان الحماسة: ٤/ ١٧٦٤، دون نسبة.
(٢) البيت لمحرز بن مكعبر الضبي انظر: الحماسة للمرزوقي: ٢/ ١٤٥٧.