كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب العدد

صفحة 243 - الجزء 1

  منصرفة مثل قواضي. وإن شئت صرفته لأنه ليس بجمع صريح قال الأعشى: (كامل)

  ولَقَدْ شَربْتُ ثَمَانيًا وثَمَانِيا ... وثَمَانَ عَشْرَةَ واثنتين وأرْبَعَا⁣(⁣١)

  والعدد موقوف ما لم يضف أو يُعطف وليس يثني، وإنما يوقف عليه استراحة بين العددين فإذا أضفتَ أو عطفتَ أعربتَ، وكنت مخيرًا بين الرفع والنصب فالرفع على تقدير هذا واحد واثنان والنصب على تقدير أعد أو عددت واحدًا واثنين.

  فصل: فإذا صرت إلى العشرات قُلت في المذكر: أحد عشر، بست فتحات متواليات، وفي المؤنث: إحدى عشرة بكسر الهمزة وسكون الحاء. وتقول: اثنا عشر في الرفع واثني عشر في النصب والجر. واثنتا عشرة واثنتي عشرة في المؤنث وقول العامة اثني أعشر واثنتي، أعشر، لحن قبيح. ثم تبني ثلاثة عشر وما بعده إلى تسعة عشر على الفتح ويستوي فيه لفظ المرفوع والمنصوب والمجرور، تقول: هؤلاء خمسة عشر، ورأيتُ خمسة عشر، ومررتُ بخمسة عشر. قال الله تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ٣٠}⁣[المدثر] وهو في موضع رفع، وكذلك تقول في المؤنث إلا أنك تثبت تاءه في عشرته فتقول: ثلاث عشرة وعجبتُ من ثلاث عشرة. فإن شئت سكنت الشين كما قال الأعشى: (كامل)

  ولقد شربتُ ثمانيا وثمانيا ... وثمان عشرة واثنتين وأرْبَعَا

  وإن شئت كسرتها كما قال بعضهم:

  بكَران لكن لِهَذِهِ مائة ... وتيك ثنتان واثنتا عشرة

  يصف خمرًا وامرأة بكرًا. فإذا صرت إلى ثماني عشرة كنت مخيرًا إن شئت جئت بياء ساكنة في الرفع والنصب والجر فقلت هذه ثماني عشرة. ورأيتُ ثماني عشرة، وعجبتُ من ثماني عشرة وإن شئت حذفت الياء فقلت هذه ثمان عشرة، ورأيتُ ثمانَ عشرة. ومررتُ بثمان عشرة بفتح النون في كل ذلك فإذا صرت إلى


(١) انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة: ٢٥٨.