باب العدد
  العشرين وما بعده إلى التسعين استوى فيه لفظ المذكر والمؤنث تقول: عندي عشرون رجلاً وعشرون امرأة. إلا أنَّك تجري العقود مجرى الجمع السالم فترفعها بالواو وتنصبها وتجرها بالياء على حد قولك: عشرون وعشرين، وإن شئت أثبت الياء قبل النون في الرفع والنصب والجر وأجريت النون بوجوه الإعراب. فقلت: هذه عشرين كما تقول: مسكين ورأيتُ عشرينا، ومررتُ بعشرين. قال الشاعر: (وافر)
  وقَدْ جَاوِزُتُ حَدَّ الأَربَعِينِ(١)
  وقال آخر: (كامل)
  عددًا ثَلاثِينَا بِلَا نُقْصَانِ(٢)
  فصل: فإذا صرت إلى المائتين أثبت العدد للمذكر والمؤنث جميعًا لأنك تعدُّ المائة فقلت: هذه مائة رجل ومائة امرأة. وعندي ثلاث مائة رجل وثلاث مائة امرأة وتجري الفصل بتصاريف الإعراب.
  فصل: فإذا صرت إلى الألوف ذكرت العدد للمؤنث والمذكر جميعًا فقلت: عندي ألف جُبّة، وألف درهم، وتسعة آلاف رجل، وتسعة آلاف امرأة، وإنما ذكرت لأنك تعد الألف والألف مذكر فصار جملة الأمر أنك تذكر الألوف للمذكر والمؤنث وتؤنث المائتين للمذكر والمؤنث وتثبت التاء في الآحاد للمذكر وتحذفها في المؤنث وتثبتها للمؤنث في عشرة المركبات وتحذفها من عشرة المذكر وتثبتها في العدد المركب مع العشرات للمذكر وتحذفها من المؤنث. وتستوي العقود للمذكر والمؤنث وتكون فيها مخيرًا إن شئت أجريتها مجرى الجمع، وإن شئت أجريتها مجرى الآحاد. وقد كان يجب أن نقسم هذا الباب كما فعلنا في غيره ونقدم له أسئلة نعتمد عليها ولكن أدركني الملال والشغل في أبواب من الكتاب.
  فصل: وأمَّا كناية العدد فإنَّها تكون بخمسة ألفاظ كذا، وكذا، كذا وكذا وكذا، وكأين وكم، فأما كذا مفردة فهي تقع على الآحاد من واحد إلى عشرة، ويدخل في
(١) البيت لسحيم بن وثيل الرياحي انظر: شواهد المغني للسيوطي: ١٥٧.
(٢) لم أهتد إليه.