باب الخبر
بَابُ الْخَبر
  ولك فيه ثلاثة أسئلة: ما حقيقة الخبر؟ وعَلَى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟
  فصل: أما ما حقيقة الخبر؟ فهو كل كلام دخله الصدق أو الكذب، أو جوز عليه واحد منهما وذلك مثل قول القائل: قَامَ زيد. فإن كان قد قام فهو صادق. وإن كان لم يقم فهو كاذب. وكذلك إن قال: لم يقم زيد. إن كان لم يقم فقد صدق وإن كان قام فَقَدْ كذب.
  فصل: وهو ينقسم على خمسة أقسام: إيجاب ونفي وتعجب وشرط واستثناء، فالإيجاب: ضربان ضرب منه بحرف، وضرب منه بغير حرف. فالذي بغير الحرف مثل قولك: قام زيد وزيد قائمٌ. والذي يكون بحرف مثل قولك: إن زيدًا قائم. وليقومن زيد. وقد قام زيد وحروفه ستةً إِنَّ وأنَّ في الأسماء. وقد والنونان في الأفعال ولام الابتداء مع الاسم والفعل والحرف والنفي لا يكون إلا بحرف أو ما أشبهه. وجملة حروف النفي خمسة لا، وما، ولم، ولما، ولن، مثالها على الترتيب: لا قام ولا يقوم وما قام ولم يقم زيد. ولما يقم زيد. ولن يقوم وتلحق بها إن المكسورة مخففة بمعنى ما مثل: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ ٢٠}[الملك].
  والتعجب: ضربان ما أحسنه وأحسن به، وقد تقدم له باب.
  والشرط: ضرب واحد. وهو تعليق فعل على فعل مثل: إن تقم أقم. وإن تفعل أفعل. ومن يقم أقم معه.
  والاستثناء: هو إخراج بعض من كل بإلا أو بكلمة فيها معنى إلا مثل: جاء القوم إلا زيدًا، وما جاء إلا زيدًا أحدٌ وما في الدار أحد إلا حمارًا، وما جاء إلا زيد، وما جاء أحد إلا زيد.
  فصل: وأحكام الخبر كثيرة.
  أمَّا الإيجاب فمتى كان بحرف كان أكد منه بغير حرف. لأنك تقول: قام زيد فيوجب له القيام. فيقول لك: القائل: لم يقم فيحتاج إلى أن تجيء بآكد من ذلك الإيجاب الأول. فتقول: قد قام فإن أكد النفي فقال: لمّا يقم، زدت الإيجاب تأكيدًا.