باب الأمر
باب الأمر
  وفيه ثلاثة أسئلة ما الأمر؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟
  فصل: أما ما الأمر؟ فهو: قولك لمن تُخاطبه افعل إذا كان حاضرًا وليفعل فلان إذا كان غائبا، وحقيقته أن توجب الائتمار.
  فصل: ولفظه يخرج على عشرة أقسام: إلزام وطلب، وندب، وإباحة، وتهدد، وتعجيز، واستهزاء، وتوقيف، وخلق، وتحد. ويكون بمعنى الإخزاء، والطرد، والإبعاد، والإهانة.
  فالإلزام: هو الأمر الحقيقي الذي يُوجبُ الثواب للمؤتمر، والعقاب للتارك، نحو قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}[البقرة: ٤٣].
  والطلب: نحو قول الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦}[الفاتحة] و {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ٢٠١}[البقرة]. والطلب يكون ممن فوقك.
  والندب: ما تعلق بفعله المدح، ولم يتعلق بتركه الذم نحو قوله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ}[النساء: ٨] فهذا ندب وليس بواجب.
  والإباحة: ما لم يوجب فعله مدحًا، ولا تركه ذما. وذلك نحو قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}[الجمعة: ١٠]. فهذه إباحة وليس بندب.
  والتهدد ما جاء بلفظ التخويف نحو قوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}[فصلت: ٤٠] فلم يأمرهم ø بذلك. ولا ندبهم إليه ولا أباحه لهم ولكن تهددهم عليه.
  والتعجيز: نحو قوله: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}[البقرة: ٢٣].