باب الأمر
  والاستهزاء: قوله: {فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ}[آل عمران: ١٦٨] {وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ}[الأنبياء: ١٣].
  والتوقيف: نحو قوله تعالى: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ}[البقرة: ٣١].
  والخلق: قوله تعالى: {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا}[فصلت: ١١].
  والعاشر: يكون بمعنى الإخزاء، والطرد، والإبعاد، والإهانة كقوله: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ١٠٨}[المؤمنون].
  فصل: وحُكمُ الأمر على اختلاف أقسامه، ومعانيه: أنَّه متى كان لحاضر كان مبنيا على الوقف، لا معربًا مثل: قم يا زيد، واقعد يا عمرو، وبني لأنه لم يُضارع الأسماء بشيء من حيث تعرى عن الزوائد الأربع أعني الياء والتاء، والنون والألف التي من أجلها أعرب الفعل المستقبل وبها تسمّى مُضارعا وبني على الوقف على أصل البناء ومتى كان الأمر لغائب كان مُعربًا بالجزم غير مبني وكان معه اللام مثل: ليقم زيد. وليقعد عمرو. وأعرب لأنه لم يخلُ من حروف المضارعة. وخص بالجزم لدخول اللام عليه ولا يجوز سقوطها منه غالبًا. فإن سقطت رُفِعَ الفعل على الخبر. وإن كان معناه الأمر كما قال عدي بن زيد: (وافر)
  وما قصرت في طلب المعالي ... فتقصرني المنية أو تطولُ(١)
  والمعنى: فلتقصر ولتطل. وقال - ø {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ١٠ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[الصف: ١٠ - ١١] فتؤمنون بالله أمر لفظه لفظ الخبر بدليل أنه أجاء به لقوله: {يَغْفِرْ لَكُمْ}[الأحقاف: ٣١] وقد أجاز بعضهم الجزم بغير لام وهو ضعيف واحتج بقراءة بعضهم: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ}[التوبة: ٦٤] بجزم يحذر. وباب القراءة السَّماع
(١) البيت في ديوانه: ٣٤.