كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب أسماء الأفعال

صفحة 286 - الجزء 1

  وسنفرد للتنوين بابًا إن شاء الله سبحانه نستقصي شرحه فيه.

  والوجه الثالث: أنَّها كلها تُدعى معارف ونكرات والتعريف والتنكير من خواص الأسماء أيضًا فما كان منها منونًا فهو نكرة لدخول تنوين التنكير عليه وما كان غير منون فهو معرف تعريف العلمية أو تعريف المصدر الذي وقع موقعه، فمعنى صه: السكوت المعهود منك. ومعنى صه سكونًا، وكذلك إيه معناه: الزيادة المعهودة من هذا الشيء بعينه. ومعنى إيه زد زيادة ما وقس عليه الباقي قال الشاعر: (طويل)

  وقفنا فقلنا إيهِ عَنْ أمّ سالم ... وما بَالُ تكليم الدِّيارِ البَلاقِعِ⁣(⁣١)

  وأمَّا حكمها في بنائها. فإنَّها كلها مبنية؛ وبنيت لإحدى علتين: إما لوقوعها موقع فعل الأمر وهو مبني لأن صه، ونزال وقعا موقع اسكت، وانزل. وإما لمشابهتها الحروف وأشبهتها من حيث جاءت دلالة على غيرها فما بني منها على الوقف ففيه سؤال واحد لم بُني؟ وما بُني على الحركة ففيه ثلاثة أسئلة: لِمَ بُني؟ ولِمَ بني على الحركة؟ ولم خُص بحركة دون حركة؟

  فما بُني على الوقف فعلى الأصل وما ضم منها مثل: أف وهيهات. فليعدل به إلى جهة ليست له في حال إعراب لأنها تقع موقع المصدر. وهو منصوب فضمت لذلك وما كسر مثل: إيه، وإيه، فعلى أصل التقاء الساكنين. وما فُتِحَ وكان له نظير فالفرق بين ملتبسين مثل: إيه، وإيها، فتحًا فرقًا بينهما وبين إيه، وإيه. وما لم يكن له نظير مثل هلم، وحي، وهيهات فلطلب الخفة. فأما المعدولة إلى فعال فلا تكون إلا مكسورة أبدًا ولم يسمع في شيء منها ضم ولا فتح بل جاءت مكسورة على الأصل كما ترى ألا تعال يا زيد بالفتح وليس منها لأنه باق على لفظه وإنما نقل معناه لا غير وقد كسر غيرها من الأسماء وليس منها ولا يعمل عملها وذلك المعدول من فاعله إلى فعال مثل: حذام، وقطام، من الأسماء الأعلام ومثل قولهم


(١) البيت لذي الرمة انظر: ديوانه: ٤٤٠.