باب أسماء الأفعال
  في النداء: يا غدار يا فجار يا فساق، في الصفات للمؤنث. ولا يجوز استعمال هذه الصفة إلا في النداء لا غير. والفرق بين هذا الاسم وبين اسم الفعل من وجوه منها: أن هذا معدول من فاعله مثل حاذمة، وفاطمة، وخبيثة، وغادرة.
  ونزال وشبهه معدول من أنزل بوزن أفعل. والفرقُ الثاني: أن حذام وغدار، لا يكون إلا لمؤنث، ونزال وتراك يؤمر به المؤنث والمذكر جميعا، تقول: نزال يا زيد، ونزال يا هند. والفرق الثالث: أن حذام وغدار بني لتضمنه تاء التأنيث في حاذمة وغادرة. ونزال وتراك بني لوقوعه موقع فعل الأمر. والفرقُ الرابع: أن حذام وشبهه يثنى ويجمع فيقال: حذامان وحذامات، ونزال وشبهه موضوع بلفظ واحد للمذكر والمؤنث والمثنى والمجموع والمفرد فيقال: نزال يا زيد ونزال يا زيدان، ونزال يا هندان، ونزال يا، زيدون ويا، هندات ويا هند، والفرق الخامس: أن نزال وشبهه يعمل عمل الفعل فيرفع الفاعل وينصب المفعول، وحذام وبابها لا يعمل وهذا كله حديث على حكمها في بنائها.
  وأما حُكمُها فيما دخلت عليه فإنّها تختلف في ذلك فمتى كانت بمعنى فعل لازم تضمنت ضمير فاعل ولم تنصب شيئًا مثل: صه، ففي صه ضمير فاعل مرفوع بها وهو الذي كان في اسكت ومتى كانت بمعنى فعل متعد تضمنت الفاعل ونصبت المفعول نحو قولك يا زيد ضراب عمرًا لأن المعنى اضرب عمرًا، ولا يبرز فاعلها البتة بل يكون مستترًا فيها للواحد والاثنين والجميع والمؤنث. لأن كل ضمير تضمنه اسم فإنّه لا يبرز في نحو: الصفة والحال، والخبر، فرقًا بين الأسماء والأفعال؛ لأنها قد جرت مجرى المثل لا يستعمل إلا بلفظ واحد كما مثلنا فتقول: انزلا يا زيدان، ونزال يا زيدان ولا تقل نزالا ولا نزالي ولا نزالوا.
  فصل: وأما لم جيء بها فلغرض عظيم وهو الاختصار ألا ترى أنك تقول للواحد صه يا زيد وللاثنين صه يا زيدان والجميع صه يا زيدون، وللمؤنث: صه يا هند، ولجماعتها صه يا هندات. فيكون أخصر من قولك: اسكت. اسكتا، اسكتوا، اسكتي فانظر كلمة من حرفين بصيغة واحدة قد نابت لك عن كلام طويل