كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الأسماء النواقص

صفحة 289 - الجزء 1

  وقال أبو تمام الطائي: (طويل)

  فَطَعَمْتُ طَعْمَ المَاءِ ذو أنت شارِبُة⁣(⁣١)

  وذا إذا كان قبلها ما مثل: ماذا قلت أي ما الذي قُلت قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ}⁣[البقرة: ٢١٩] معناه: ما الذي، والله أعلم. فيجوز أن تكون ذا زائدة والمعنى ما ينفقون. فصار جملة الأمر أنها خمسة عشر لفظًا بالتثنية والجمع، وهي: الذي، والتي، واللذين، واللتين، والذين، واللاتي، ومن، وما، وأي، وأن الخفيفة، وأنَّ المشددة، والألف واللام والأولى، وذو، وذا معه ما مثل ماذا، ويجوز في اللاتي اللائي، وكلها أسماء نواقص تحتاج إلى صلات توصل بها وضمائر تعود عليها لتربط الصلة بالموصول.

  فصل: وأما بِمَ تُوصل؟ فهي تُوصل بأحد أربعة أشياء: مبتدأ، وخبر، وفعل، واسم الفاعل والمفعول، والحرف والظرف مثال المبتدأ والخبر: هو الذي أبوه منطلق، فالذي ناقص وأبوه مبتدأ ومنطلق خبره، والضمير المتصل بالأب هو العائد على الذي. والجُملة صلته. والتقدير هذا المنطلق أبوه.

  ومثال الفعل والفاعل: هذا الذي انطلق أبوه ومثال اسم الفاعل والمفعول: هذا الخارج غدًا، أو المُخرج الساعة. فالألف واللام في الخارج والمُخرج بمعنى الذي والاسم صلته ومثال الحرف والظرف. هذا الذي في دارك، وهذا الذي عندك، والمعنى هذا المستقر عندك، وفي دارك وكذلك باقيها يحتاج إلى الصلة. والعائد إلى أن وأن، وما إذا كانت بمعنى المصدر؛ فإنّهن يُوصلن ولا يحتجن إلى عائد تقول: أريد أن تقوم أي أريدُ قيامك، ومثله: علمتُ أنك منطلق. أي: علمتُ انطلاقك. وأعجبني ما صنعت أي صنعك، ومتى كانت الصلة خبرًا ومخبرًا عنه قدرت الموصول من لفظ الخبر وإن كانت فعلاً وفاعلاً قدرتها من لفظ الفعل، وإن كانت حرفًا أو ظرفًا قدرتها من معناها وهو الاستقرار ونحوه. وإن كان الموصول أن


(١) البيت في شرح ديوان أبي تمام للتبريزي: ١/ ٢٦٦.