باب الأسماء النواقص
  الخفيفة قدرتها بمصدر الفعل المنصوب بها وإن كانت المشددة قدرتها من الخبر وإن كانت الصلة اسم فاعل واسم مفعول لم يحتج إلى تقدير. فافهم ذلك.
  فصل: وأما ما أحكامها؟ فهي كثيرة تنقسم ثلاثة أقسام: أحكامها في أنفسها. وأحكامها في بنائها، وأحكامها في مواقعها.
  فأحكامها في أنفسها: أنها كلها أسماء. والدليل على اسميتها أشياء كثيرة منها دخول حروف الجر عليها مثل: عجبتُ من الذي قام ووقوعها فاعلة مثل: جاءني الذي قام، ومفعولة مثل: رأيتُ الذي قام ومبتدأ مثل: الذي قام منطلق، ومفردةً مثل: الذي ومثناه مثل: اللذين. ومجموعةً مثل: الذين. وإن لم يكن هذا اسم جمع صحيح وإنما هو لفظ مفرد يدل على الجمع ومذكره مثال الذي ومؤنثه مثال: التي، ومعرفة مثل: من الذي قام ومن قام وليس منها نكرة، بل كلها معارف.
  وهذه كلها خواص الأسماء وتعريفها من أحد وجوه إما تعرفت لأنها أوضاع جعل كل واحد منها لشيء مخصوص، فيجري مجرى العلمية. وإما بأن تكون تعرفت لأنه لا يُعبر بها إلا عن معروف وإما لأنها وقعت موقع معرفة قدرت بها لأن تقدير الذي قام القائم. وإما لما فيها من معنى الإشارة فجرت مجرى المُبهمات.
  وأمَّا حُكمها في بنائها فإنَّها كلها مبنية سوى أي وبنيت لشبهها بالحروف وذلك لأنها تدلُّ على معانٍ في غيرها كالحروف. فإذا قلت: هذا الذي لم يتم الكلام ودلّ على معنى في الصلة كما تقول: سافرتُ إلى فلا يتم الكلام حتى تقول: إلى مكة، فيدل الحرف على معنى في غيره. وهو انتهاء السفر إلى مكة. فقد أشبهت الحروف من وجهين: أحدهما: أنَّها تدلُّ على معنى في غيرها. والثاني: أنها لا تتم إلا بصلة كما أن الحرف يدلُّ على معنى في غيره ولا يتمُّ بِهِ كلام حتى يتصل، وكل واحد منهما لا يقترن بالزمان.
  وأما أحكامها في مواقعها فمختلفة كاختلافها فالذي يقع خبرًا عن المذكر عاقلاً وغير عاقل. والتي تقع خبرًا عن المؤنث عاقلاً وغير عاقل. ومن يقع خبرًا عن عاقل مذكر كان أو مؤننا وما يقع خبرًا عن ما لا يعقل مؤنثا كان أو مذكرًا. وأي