كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب التنوين

صفحة 301 - الجزء 1

  متصرف فيه الألف واللام أو ليسا فيه، أو كانت فعلاً ماضيًا أو مستقبلاً، وأكثر ما يجيء في الأراجيز تُرنم به العرب وتُحسن به أصواتها ومن كلام العجاج: (رجز)

  يَا صَاحِ هَلْ تَعْرِفُ ربعًا مُكرسا

  قالَ نَعَمْ أَعرِفُهُ وأَبْلَسَا

  وانهمك عيناهُ مِنْ فَرطِ الأسا⁣(⁣١)

  فانظره وقف عليه في مكرسا.

  والتنوين يسقط في الوقف وجاء به في أبلس وهو فعل ماض ونون الأسا وفيه الألف واللام. وقال رؤبة بن العجاج: (رجز)

  قد⁣(⁣٢) كاد من طول البلا أن يمصحًا

  فنون يمصح وهو فعل مستقبل وأدخله على المضمر تارة فقال: (رجز)

  يا أبتا علَّك أو عَسَاكَا⁣(⁣٣)

  ولم أسمعه في قافية مرفوعة ولا مجرورة، وسمي ترنما لأنهم أدخلوه للتغني والترنم في لغة العرب: تحسين الصوت. قال عنترة بن عمرو بن شداد العبسي يصف ذباب الروض:

  وعلا الذُّباب بهَا فَلَيْسَ ببارح ... غَرْدًا كفعل الشاعر المترنّم⁣(⁣٤)

  ويروي الشارب.

  وربَّما أدخلته عوام تهامة في غير الشعر مع الفعل الماضي للمؤنث خاصة، وأقاموه مقام تاء التأنيث وليس بلغة صحيحة فقالوا للمرأة: قامن، وقعدن، وأكلن، وشربن. وهذه لغة ضعيفة.

  فهذه جملة التنوينات وإنما تثبت وصلاً وتسقط وقفًا إلا الترنم فوقف عليه


(١) انظر: ديوانه: ٣١ - ٣٣، ضمن مجموع أشعار العرب.

(٢) البيت في ديوانه: ٧٢.

(٣) البيت نسب إلى رؤبة انظر: الكتاب: ١/ ٣٨٨.

(٤) انظر: ديوان عنترة: ١٤٥.