باب التنوين
  متصرف فيه الألف واللام أو ليسا فيه، أو كانت فعلاً ماضيًا أو مستقبلاً، وأكثر ما يجيء في الأراجيز تُرنم به العرب وتُحسن به أصواتها ومن كلام العجاج: (رجز)
  يَا صَاحِ هَلْ تَعْرِفُ ربعًا مُكرسا
  قالَ نَعَمْ أَعرِفُهُ وأَبْلَسَا
  وانهمك عيناهُ مِنْ فَرطِ الأسا(١)
  فانظره وقف عليه في مكرسا.
  والتنوين يسقط في الوقف وجاء به في أبلس وهو فعل ماض ونون الأسا وفيه الألف واللام. وقال رؤبة بن العجاج: (رجز)
  قد(٢) كاد من طول البلا أن يمصحًا
  فنون يمصح وهو فعل مستقبل وأدخله على المضمر تارة فقال: (رجز)
  يا أبتا علَّك أو عَسَاكَا(٣)
  ولم أسمعه في قافية مرفوعة ولا مجرورة، وسمي ترنما لأنهم أدخلوه للتغني والترنم في لغة العرب: تحسين الصوت. قال عنترة بن عمرو بن شداد العبسي يصف ذباب الروض:
  وعلا الذُّباب بهَا فَلَيْسَ ببارح ... غَرْدًا كفعل الشاعر المترنّم(٤)
  ويروي الشارب.
  وربَّما أدخلته عوام تهامة في غير الشعر مع الفعل الماضي للمؤنث خاصة، وأقاموه مقام تاء التأنيث وليس بلغة صحيحة فقالوا للمرأة: قامن، وقعدن، وأكلن، وشربن. وهذه لغة ضعيفة.
  فهذه جملة التنوينات وإنما تثبت وصلاً وتسقط وقفًا إلا الترنم فوقف عليه
(١) انظر: ديوانه: ٣١ - ٣٣، ضمن مجموع أشعار العرب.
(٢) البيت في ديوانه: ٧٢.
(٣) البيت نسب إلى رؤبة انظر: الكتاب: ١/ ٣٨٨.
(٤) انظر: ديوان عنترة: ١٤٥.