كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الوقف

صفحة 303 - الجزء 1

  والتنوين فمن أثبتها مع الوقف أخطأ كما أنَّه من طرحهما مع الوصل أخطأ. وفي حديث رسول الله ÷: «الوصل بالإعراب والوقف على الكتاب» أي على هيئة الكلمة غير معربة.

  فصل: وأما على كم ينقسم؟ فللعرب في الوقف سبعة مذاهب، منهم من يقفُ على الكلمة بغير عوض من التنوين؛ فتقول: هذا زيد ورأيتُ زيد، ومررتُ بزيد قال عدي بن زيد:

  تعرفُ أمسِ مِنْ لَمِيس طَلَلْ⁣(⁣١)

  وقال أيضًا:

  أنتَ تَجري كالفُرات تميز النَّاسِ مِنْكَ درمَكَا وَجَلَلْ

  فوقف على طلل، وجلل بغير ألف وهذا النوع يُسمى المخلع في العروض. ومنهم من يعوض واوا في الرفع وألفًا في النصب وياءً في الجر فيقول: هذا زيد، ورأيت زيدًا ومررتُ بزيدي وعليه الشعر المطلق كله قال امرؤ القيس:

  إِنَّ الشَّقاءَ عَلَى الأَشقينِ مصبوبو⁣(⁣٢)

  فوقف عليه بواو. وقال: (طويل)

  أرى أم. عمرو ودمعها قد تحدرا ... بُكاءً عَلَى عمرو وما كان أصبرا⁣(⁣٣)

  فوقف بالألف. وقال:

  قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حبيبٍ ومنزلي⁣(⁣٤)

  فوقف بالياء. ومنهم من يُعوضُ ألفا في النصب لخفته ولا يعوض في الرفع ولا في الجر شيئًا لثقلها؛ فيقول: هذا، زيد ومررتُ بزيد ورأيت زيدًا وهو أحسن المذاهب. وبه القرآن الكريم.


(١) هو عدي بن زيد، وهو في ديوانه: ١٥٧.

(٢) البيت في الديوان: ٢٢٧.

(٣) البيت لامرئ القيس، انظر الديوان: ٦٩.

(٤) هو أول بيت من المعلقة، انظر: الديوان: ٨.