كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الوقف

صفحة 304 - الجزء 1

  ومنهم من يعوض ألفًا في النصب؛ كالمذهب الأول، ويروم الحركة في الرفع فيشير إليها بنفس ضعيف حرصًا على البيان، ويسمعه الجليس المُصاقِبُ. وقد قُرئ به في القرآن في مثل قوله تَعَالَى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}⁣[الإخلاص].

  ومنهم من يشم الحركة ويشير إليها بشفتيه من غير صوت والإشمام دون الروم فيقول: جاءني زيد - بضم الشفتين - بعد مضي الدَّال يفهمه المُخاطب الناظر ولا يدركه السامع ولا الأعمى.

  ومنهم من يُضعف الحرف الذي يقف عليه فيقول: هذا جعفر، ولا يكون التضعيف إلا في ما قبل آخره متحرك لئلا يلتقي ساكنان لا يجوز: هذا زيد.

  وروي عن بعض أهل النحو أنَّ الروم والإشمام والتضعيف لا يكون إلا في المرفوع وذلك غير واضح في التضعيف لأنه أكثر ما سُمِعَ في الشعر مع المنصوب قال بعضهم: (رجز)

  ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَا⁣(⁣١)

  وقال آخر: (رجز)

  لَقَدْ خَشِيْتُ أنْ أرى جدبًا

  في عَامِنَا ذَا بَعْدَمَا أَخْصَبًا

  مثل الحريق وافق القصبا⁣(⁣٢)

  فأما الروم والإشمام فلا يجوزان البتة في المنصوب إذْ لا وجهَ لَهُمَا ويفتحان في المجرور.

  ومنهم من ينقل حركة الحرف الذي يقف عليه إلى الحرف الذي قبله فيقول: جاءني زيد، وهذا عمرو. وكثيرًا ما تستعمله العامة في الأفعال الماضية من نحو ضربه وشتمه، وهو ضعيف جدًا وأكثر النحويين لا يجيزه إلا للشاعر وأنشدوا عليه: (طويل)


(١) البيت نسبه سيبويه إلى رؤبة، انظر: الكتاب: ١/ ١١.

(٢) الأبيات نسبت إلى رؤبة، انظر: الكتاب: ٢/ ٢٨٢.