باب الألفات
  فصل: وألف القطع تدخل الأسماء والأفعال والحروف فهي من الأسماء في كل اسم أوله همزة سوى العشرة المذكورة مثل: أب وأخ، وأم، وأخت، وإبراهيم، وإسماعيل، وألفات الحروف ألفات قطع كلها؛ مثل: إنّ وأنّ وألا، وإلى، وأما، وأم، وإلا. وما أشبه ذلك سوى ألف لام المعرفة وألف القطع الأفعال من في كل فعل رُباعِي أوّله همزة مثل: أكرم، وأعطى، وأعط، واعتبرها في الأفعال بأحد ثلاثة أشياء ا منها: أن تكون الألف مفتوحة في الخبر والأمر مثل أكرم وأكرم، وأعطى، وأعط.
  والثاني: أن يكون حرف المُضارعة في المستقبل مضمومًا مثل: يُعْطِي، ويُكرم.
  والثالث: أن يكون الفعل رُباعيًا وألف المخبر عن نفسه ألف قطع على كل حال مثل: أنا أقوم، وأضرب، وأقتدر، وأستخرج فإذا عرفت ألف القطع فحكمها أنها تثبت خطا ولفظا ابتداءً ووصلاً مخففة فيهما جميعا تقول: جاءني أحمد، وإبراهيم، وأعط زيدا، أو أكرمه، فإذا دخلت عليها همزة الاستفهام فللعرب فيها ثلاثة مذاهب: منهم من يحققها جميعًا فيقول: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً}[الحشر: ١٣]، {أَأَنْذَرْتَهُمْ}[البقرة: ٦]. قال زياد الأعجم: (طويل)
  أأنتم أولى جِئتُمُ مَعَ البَقْلِ والأبا ... فَطَار وهذا شخصكم غيرُ طَائِرِ(١)
  ومنهم من يمد بينهما مدة ويُجيء بهمزة بين بين فيقول: أآنتَ، أأنذرتهم، وقد قرئ: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ}[المائدة: ١١٦]. قال الشاعر: (طويل)
  أيا ظبية الوعساء بين حويسل ... وبين النقاء أآنتِ أَمْ أمُّ سَالِمٍ(٢)
  ومثله لأبي تمام وتجاوز الحد: (بسيط)
  مَنْ كَانَ أنكأ حَدًا في عدوّكم ... أأنت أمْ سَيْفُك المَاضِي أم الأحدُ(٣)
(١) البيت لزياد الأعجم، انظر: شرح الحماسة للمرزوقي: ٢/ ١٥٣٩.
(٢) البيت لذي الرمة، وهو في ديوانه: ٦١٢.
(٣) البيت في ديوان أبي تمام: ٩٨.