باب الألفات
  والسداسي مثل: اقتدر اقتدارًا واستخرج استخراجا، وما عدا هذه ألفات الأسماء من فقطع أو أصل. ولم تُوجد ألف الوصل من الحروف إلا مع لام المعرفة مثل: الرجل والغُلام ولذلك قلنا غالبًا. وهي تكون من الأفعال في الفعل الثلاثي إذا وقع أمرًا مثل: اضرب ادخل وفي الخماسي والسداسي أمرًا وخبرًا مثل: اقتدر يا فلان، واستخرج يا فلان، واستخرج فلان.
  واعتبرها في الفعل بأحد ثلاثة أشياء: آخرُهَا أن يكون الفعل ثلاثيًا أو خُماسيا أو سداسيا. والثاني أن يكون حرف المضارعة في المستقبل مفتوحًا مثل: ضرب يَضْرِبُ، واقتدر يقتدر، واستخرج يستخرج.
  والثالث: أن تكون الألف مضمومة في نفسها، أو مكسورة مثل ادخل، اضرب فتكسر إذا كان قبل آخر الفعل مكسورًا أو مفتوحًا مثل اضرب، اعلم، ومثله: اقتدر، استخرج، واقتدر فلان، وتضم إذا كان ما قبل آخر الفعل مضمومًا من نحو، ادخل، اخرج فإذا ثبت عندك معرفة الألف ألف وصل، فحكمها أنها تثبت ابتداءً في اللفظ والخط مثل: اضرب، ادخل، قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ}[البقرة: ١٩٤] وتسقط في الوصل من اللفظ، وتثبت في الخط في قوله تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ١٩}[العلق] فإن دخلت عليها همزة استفهام سقطت من اللفظ والخط مثل: أبنك خير أم أبوك؟، {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ١٥٣}[الصافات]. و {أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا}[البقرة: ٨٠] فقد صار لَهَا ثلاثة أحكام في ثلاث حالات تثبت في الابتداء لفظا وخطا. وتثبت في الوصل خطا، وتسقط لفظًا. وتسقط مع همزة الاستفهام. لفظًا وخطًا إلا ألف لام المعرفة فإنَّها تثبت مع همزة الاستفهام فرقًا بين الاستفهام، والخبر مثل: أالرجل عندك؟ أالله أذِنَ لكم؟ وإنما تسقط هذه الألف خاصة دون غيرها إذا دخلت عليها لامُ الجرّ مثل: للرجل عندي مال. {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}[الروم: ٤] فتسقط لفظا وخطا ولو قلت: لابنك عندي حق، لم تسقط في الخط فافهم ذلك.