كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الحكاية

صفحة 309 - الجزء 1

  زيد. فتقول: مَن زيد؟ وتقول: رأيتُ زيدًا فتقول: من زيدًا؟ وتقول: مررتُ بزيد. فتقول: مَن زيد؟

  فصل: وأما على كم تنقسم الحكاية، فهي تنقسم على ثلاثة أقسام: حكاية المعارف، وحكاية النكرات، وحكاية الجمل.

  فإذا أحكيت معرفة أوردتها على لفظها وإعرابها كما مثلتُ لك في: جاءني زيد. ورأيتُ زيدًا، ومررت بزيد ومثله: جاءني عبد الله فتقول: من عبد الله؟ ورأيتُ عبد الله، فتقول: من عبد الله؟ ومررتُ بعبدِ الله. فتقول: مَنْ عَبدِ الله؟

  وحكاية النكرات تختلف، فإن كانت لعاقل لم تعد لفظ المتكلم وحكيتها بِمَن إلا أنَّك تزيد واوا في الرفع وألفًا في النصب، وياءً في الجر وتثني على ذلك، وتجمع وتؤنث. فإذا قال: جاءني رجل. قلت: منو. وإن قال: رأيت رجلاً. قلت: منا. وإن قال: مررتُ برجلٍ. قُلْتَ: مني، وإن قال: رجلان. أو رجلين، أو رجال، أو رجالاً، أو ر - رجال، قلت: منان ومنين، أو منود ومنين. فإن أنَّث فقال: جاءتني امرأة أو امرأتان، أو نساء. قلت: مِنْه أو مَنْتَان بسكون النون ومنتين في النصب والجر ومَناتُ في الجمع بتاء مضمومة رفعا مكسورة نصبا وجرا فهذه الحروف في حكاية العاقل النكرة ويكفيك عن إعادة الاسم، فإن كانت النكرة لغير عاقل حكيتها بأي وأجريت الإعراب على أي، وأجريت بها عن إعادة الاسم أيضًا فقلت: لمن قال هذا جمل، أو حمار، ورأيت جملاً، ومررت بجمل: أي، وأيّا، وأي.

  وحكاية الجمل هي: إعادة اللفظ على حاله بغير من وأي، وإنما تحكي بقال أو قالت، أو قُلنَ، وما أشبه من ألفاظ القول. فإذا قال: رأيتُ زيدًا قائما، وكذلك لو قال مررتُ بعمرو، أو قال هذا عبد الله أعدت اللفظ حكاية بالقول وربما حَكَى بعض العرب لفظا بغير قول وهو قليل كما روي أنّ رجلاً قال لآخر: تمرتان فقال: دعنا من تمرتان وقال آخر لرجل: لست قُرشيّا فقال لست بقرشيا فحكى اللفظ ولم ينظر إلى حرف الجر قال ذو الرمة: