باب الحروف التي ليست بعاملة
  الجمل الابتدائية قال الفرزدق: (طويل)
  فيا عجبًا حتى كُليبٌ تَسُبُّني ... كأن أباها نَهْشَلٌ أو مُجَاشَعُ(١)
  وألا بمعنى التنبيه، قال الله تعالى {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ١٨}[هود]، ولام الابتداء نحو قولك: لزيد قائم لمثوبةٌ من عند الله، ونحو قوله تعالى: {لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}[المائدة: ٦٥]، {وَأَنْتُمْ سُكَارَى}[النساء: ٤٣]، وأن ولكن الخفيفتان، قال الله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٠}[يونس]. {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}[النساء: ١٦٢].
  ومنها عشرة للعطف؛ وهي: الواو والفاء، وثم، وحتى بمعنى الواو، وأم، وإما مكسورة، وأو، وبل، ولكن ولا ومعانيها مذكورة في بابها.
  ومنها ستة للجواب وهي: نعم إذا كان السؤال عن الإيجاب كأن تقول: أقام زيد، قلت: نعم، قال الله تعالى: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ}[الأعراف: ٤٤]. وبلى إذا كان عن نفي نحو أن تقول: ألم أفعل لك كذا فتقول: بلى، قال الله تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}[الأعراف: ١٧٢]، ولو قالوا: نعم، لكان كُفْرًا، لأن المعنى نعم لست بربنا، وأجل بمعنى نعم وبلى جميعا، فإذا قال: فعلتُ كذا فقلت: أجل أي نعم، وإذا قال: ألم أفعل كذا؟ قلت: أجل أي: نعم، إذا كان المعنى قد فُهِم وفي جواب عبد الله بن عباس | للخارجي حين قال: ألستم أهل بيت يتقدم كباركم صغاركم؟ قال له: أجل، أي بلى، وجير في القسم بمعنى نعم، وذلك نحو قولك: ستكون متى كذا فيقول قائل: وألا عليك عهد الله فتقول: جيرٌ لأفعلنّ ذلك، وإي مكسورة الهمزة، مخففة قال الله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ}[يونس: ٥٣]، وإن مكسورة مشددة
(١) انظر: ديوانه ٢/ ٥١٨، وفيه: (فيا عجبي).