كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الحروف التي ليست بعاملة

صفحة 33 - الجزء 1

  بمعنى نعم، وفي الحديث أن أعرابيا قال لابن عباس، أو لغيره من السلف: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال: إنَّ وراكبنًها قال الشاعر: (مجزوء الكامل)⁣(⁣١)

  بكر العواذل في الصبوح ... يلمننيـ وألومهنه

  ويقلن شيب قد علاك ... وقد كبرت فقُلت إنة

  وفيها ستة للصلة وهي نحو {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}⁣[الحديد: ٢٩]، وما نحو: {مَثَلًا مَا بَعُوضَةً}⁣[البقرة: ٢٦]، والتاء في ثُمت وربت، ولات، وعنكبوت ورهبوت، ورحموت والميم في زرقم وحلكم، واللام في عيدل، و فحجل، والنون في صيفن ورعشن وخلين ومنها أربعة للتحضيض مع المستقبل والتوبيخ مع الماضي، وهي لولا وألا ولوما، وهلا وفي القرآن {لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ}⁣[المنافقون: ١٠]، {أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ}⁣[البقرة: ١١٨].

  قال النخعي⁣(⁣٢) في التوبيخ: (طويل)

  يُذكرني حميم والرمح شاجِرٌ ... فهلًا تلا حميم قبل التقدم⁣(⁣٣)

  وقال آخر في التحضيض: (طويل)

  ألا تتقون الله في سبّ مُسلم ... ثوى غير سباب لعرض ولا شاني⁣(⁣٤)

  ومنها أربعة للمضارعة وهي: الياء، والتاء، والنون، والألف، ويجمعها (تنيا) في التنزيل، ومن كلام الحريري: (نأيتُ). وسُميت حروف مضارعة لأنه بها ضارع الفعل الاسم فالتاء للحاضرين والغائبة المفردة، والياء للغائبين والغائبات، والنون للجماعة فيهم المتكلم، وتكون للواحد العظيم، والألف تدخل على فعل المخبر عن نفسه فقط بغير تعظيم نحو أن تقول: أنا أفعل.


(١) البيتان لقيس ابن الرقيات انظر ديوان قيس ابن الرقيات ص ١٤١.

(٢) الأشتر النخعي: هو مالك بن الحارث النخعي، كان من الموالين للإمام علي ¥ ومن أصحاب الرأي والرياسة في عشيرته، مات بالسم ٣٨ هـ.

(٣) البيت لا يعرف قائله.

(٤) لم أهتد إلى قائل له.