باب ما يمد فيكون له معنى ويقصر فيكون له معنى آخر
  الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ}[الحشر: ٣] وابن جَلَا القمرُ مقصورٌ وقِيلَ هُوَ قَرْن الشمس قال الشاعر:
  أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني(١)
  والعراء المكان الخالي، قال الله تعالى: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ١٤٥}[الصافات]، والعرى فناء الدار مقصور. والحفاء سيرك بِلا نَعل ممدود، ومثله: الحَفَا من الشوك والحفى القدم نفسه مقصورٌ ومِنْهُ قولهم: غمَرَهُ الثوبُ مِنْ حفاه إلى قفاه والنقاء النظافة ممدود والنَّقى كثيب الرمل مقصور. والحياء من الاستحياء ممدود، وكذلك حياء الناقة ممدود، والحيا المطر مقصور والملاء من قولك: هُوَ وفي مليء ممدود، والملى من الأرض مقصور، والملاء جماعة الناس مهموز من غير هذا الباب.
  والجداء: الإعناء ممدود من قولِكَ فُلان قليل الجداء عنك أي: قليل الغناء. وتقول: ما يجدي عنك، أي ما يغني، والجدى العطية، مقصور. والنسى النسية، والخواء: الخَالِي ممدود والخوى الجوعُ مقصور وكذلك من الخُلو. والوراء: ضد الأمام ممدود، والورى الخلق مقصور والدَّواء المستعمل للتداوي ممدود والدوى الرجلُ العي مقصور. قال ابن دريد:
  مالتْ أداةُ الرجلِ بالجِبْسِ الدّوى
  والبراء من المباراة ممدودٌ، والبَرى التُّرابُ مقصورٌ، قَالَ: (رجز)
  بفي امري فاخركُم عَقر البَرَى(٢)
  والوَحاء الهَرْبُ ممدود والوَحَى القلعة مقصورٌ. والوَجاء الامتناع ممدود من قولهم: لَيْسَ عَلَيْهِ وَجَاءً ممدود، والوجى ثقب الخف مقصور، قال الأعشى:
(١) البيت نسب إلى سحيم بن وثيل الرياحي، وهو من قصيدة له في الأصمعيات/ ١٧، والخزانة: ١/ ١٢٣.
(٢) البيت لابن دريد: انظر مقصورة ابن دريد/ ١٢١، وقد تقدّم.