كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب قسمة التصريف

صفحة 334 - الجزء 1

  واللام، والميم والواو والهاء والسين، والياء، والألف.

  فالهمزة: تزداد أولاً. إذا كان بعدها ثلاثة أحرف أصول نحو: أحمر، وأصفر، وزنه أفْعَل. فإن كان بعدها أربعة أصول فهي أصلية والكلمة بها خُماسية نحو: اصطبل وزنه فعللل، وتزاد آخرًا علمًا للتأنيث في مثل حمراء، وصفراء، وخلفاء، وأنبياء، وناقة عُشراء، وامرأة نُفساء. ولا تزاد وسطاً إلا في قولهم: للرياح شمأل وزنه فعال قال امرؤ القيس: (طويل)

  .......... لما نسجتهُ مِنْ جَنُوبِ وشَمْأَلِ⁣(⁣١)

  وأمَّا التاء فإنَّها تُزادُ أولاً مثل: تقرطس مع الماضي. وتقوم مع المستقبل ووسطا مثل: استفعل نحو: استخرج، وآخرًا نحو قامت. وهي قائمة، وهنَّ قائمات، وعنكبوت، ورهبوتي، ورحموتي، وهي تزادُ أولاً في الأسماء؛ نحو: تتفل.

  وأما الميم فتزادُ أولاً مع الثلاثي الأصول مثل: مخرج ومستخرج. فإن كانت أصول الكلمة أكثر من ثلاثة فالميم أصلية مثل مردقوش، ولا تُزاد وسطًا ولا آخرًا إلا شاذا مثل قولهم: دلامص بوزن، فعامل، أصله الدلاص، وهي الدروع الصقلية. وقالوا في الأسد: هرماس، وأصله من الهرس. وزادوها أخيرًا مثل قولهم للأسد: حلكم وأصله من الحلكة وزرقم للأزرق، وهو من الزرقة.

  وأما اللام فتزادُ في ألفاظ محفوظة لا يقاس عليها وذلك مثل: عبدل، والمراد به عبد الله ومحجل، والمراد به أمحج، وهنالك، وذلك، وتلك، وأولالك؛ لأنّ المعنى هناك وذاك، وتيك، وأولاك، وأولالك: لغة في أولالك؛ قال الشاعر:

  أولالك قومي لم يكونوا أشابة ... ولا يعظ الضليل إلا أولا لكا⁣(⁣٢)

  والأشابة الأخلاط مأخوذ من الشوب.


(١) البيت من الطويل، انظر: ديوانه / ٨، وشرح المعلقات / ٥، وجمهرة أشعار العرب/ ٤٠، وصدره

فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها

(٢) سبق تخريجه، وهو من بحر الطويل.