كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب قسمة التصريف

صفحة 335 - الجزء 1

  وأما الواو فلا تُزادُ إلا وسطًا في مثل كوثر، أصله من الكثرة، وجوهر أصله من جهير البصر، ومضروب، ومرجوم، وقس عليه.

  وأما النون فتزاد أولاً ووسطا. وزيادتها وسطا في مثل: نرجس من الأسماء، ونقوم في الأفعال وزيادتها وسطًا في مثل عنبس وأصله من العُبوس ومثله: قلنسوة، وزنه فعلنوة في الأسماء، ولو توسطت في الأفعال لكانت أصلاً فاء مثل: تناظر. وعينًا مثل: استحنك. وتُزادُ آخرًا في مثل ضيفن، ورَعَشن. والزيدان والزيدون، في الأسماء، وتقومان، وتقومون وتقومين، علامة للرفع في الأفعال.

  وأما الهاء فتُزادُ آخرًا للسكت في مثل: ما هيه وماليه، وكتابيه، وعه، وقيه وشه، وتنقلبُ الهاء تاء علامة للتأنيث والمبالغة في الوقت في مثل قائمة وقاعدة، وغزاة ورماة والندبة في مثل ويا زيداه ويا مرحباه فإن شئت كسرتها. وإن شئت ضممتها وعلى ذلك رووا قول الشاعر:

  يا مَرْحَبَاهُ بِحِمار عَفْرَاء ... إذا أتى قريته لما شاء

  ....................... من الشعير والحشيش والماء⁣(⁣١)

  ورجل علامة ونسابة، ولا تزاد وسطًا إلا قليلاً في قولهم: أمهات لمن يعقل فأما ما لا يعقل فيقال فيه: أمات لا غير.

  أما الياء فتزادُ أولاً للمُضارعة؛ مثل: يقوم ويقعد، ووسطا للتصغير في مثل: فليس ودريهم. ولغير التصغير في مثل ريحان ورياحين، وتزاد آخرًا علمًا للتأنيث في مثل: قومي، واقعدي يا امرأة على حسب الخلاف، فإنّ منهم من يجعلها ضمير الفاعل فتزاد أيضًا للنسب في مثل: زيدي.

  وأما الألف فتزاد وسطًا في مثل قائم، وعالم، وناظر، وتخاصم. وتزاد آخرًا علمًا للتأنيث والإلحاق في مثل: حُبلى، وحبطى، {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ٦٧}، وعوض، وعوضًا من


(١) الأبيات من مشطور الرجز وقد ذكرت في إصلاح المنطق/ ٩٢ من إنشاد الفراء، واستشهد به على ضم الهاء في (يا رباه). وفي شرح المفصل: ٩/ ٤٧، نسب إلى عروة وقال: إن عروة كان يحب عفراء، وقال البيت عندما قيل له لما رأى حمارًا عليه امرأة، هذا حمار عفراء.