باب قسمة التصريف
  فأبدلوا من الهاء حرفًا جَلِدًا ليقوى الاعتماد عليه.
  والجيم تبدل من الياء وحدها كما قالوا في الأيل أجل قال أبو النجم:
  كأن في أذنابِهنَّ الشولِ ... مِنْ عَبَس الصيف قرون الإجل(١)
  يريدُ الإيل هو دويبة يشتفي بعظمها من لسع الحيات(٢). وقال آخر:
  خَالِي عُويف وأبو علج ... المُطعِمَان الضيف بالعشجِ
  وبالغداةِ فَلَقَ البرنج(٣)
  أراد أبو علي وبالعشي فلق البرني.
  والدال تبدل من تاء الافتعال إذا كان قبلها، دال أو ذال، أو زاي فتقلب دالاً في مثل: ادرك واذكر وازدجر. والأصل ادترك واذدكر، وازدجر.
  والميم تُبدل من حرفين: أحدهما النون الساكنة إذا وقعت قبل الياء، في مثل: عنبر وقنبر، وفيقال: عمبر، وقمبر، وتخرج النون في اللفظ ميما ولا تغير الخط. والحرف الثاني الواو في قولهم: فم، وأصله فوه، وقد أبدلوها في اسم الله وحده في النداء من ياء وألزموها آخر الاسم فقالوا مكان يا الله اللهم. فإن غيرت هذه الألفاظ عما هي عليه ثم تجر البدل فقلت في غير النداء الله وفي تصغير فم وعنبر وقنبر،
(١) أبو النجم: هو الفضل بن قدامة بن عجل، وكان من الرجاز وكان ينزل بسواد الكوفة في موضع يقال له الفرك، انظر: الشعر والشعراء/٦٠٣.
(٢) وهما من مشطور الرجز، وقد نسبا إلى ابن النجم في سر صناعة الإعراب لابن الجني: ١/ ١٩٣، وفي التصريف الملوكي لابن جني ٣٢، وشرح المفصل ١٠/ ٥٠، قال: أنشده ابن الاعرابي.
(٣) الأبيات من مشطور الرجز، انظر: اللسان مادة (أجج): ٣/ ٢٧، وقد نسبها لرجل من البادية: ٣/ ١٤٤ مادة عذج ومادة شجر: ٦/ ٦١، وسيبويه: ٢/ ٢٨٨ دون نسبة وفيه الشحم بدل الضيف، بينما في المحتسب لابن جني: ١/ ٧٥ «اللحم» بدل «الضيف» ومثله شرح المفصل: ٩/ ٧٤، ١٠/ ٥٠، ونسبه ابن جني لرجل من البادية وابن يعيش لأعرابي لم يسمه الرواة وذكر الأبيات: ١٠/ ٥٠، وذكر (كتل) بدل (فلق) ونسب لرجل من البادية في أمالي القالي: ٢/ ٧٩، وذكر قول الأصمعي بأن هذا الرجل أنشدها إلى خلف الأحمر، وذكرها الصاحبي لابن فارس/ ٥٥، وفي المصنف لابن جني: ٢/ ١٧٨، ٣/ ٧٩، وفي التصريف الملوكي/ ٣٣.