كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الحذف

صفحة 372 - الجزء 1

  وقد قُرئَ: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ}⁣[القمر: ٦]، {إِنَّكَ بِالْوَادِ}⁣[طه: ١٢] ولا خلاف في النصب مثل: {يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ}⁣[طه: ١٠٨] وقد حذفت الياء من الفعل في مثل قوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ٤}⁣[الفجر].

  فصل: والواو تحذف في كل موضع اجتمع فيه واوان. الأولى مضمومة غالبًا مثل: داوُدَ، وطاوس، ورؤس، وكوس، ويقرون. وقُلْنَا غالبًا احترازًا من قولهم: القوم ذوو مال. فإنَّهم لم يحذفوا الواو لئلا يلتبس الجمع بالواحد.

  فأما إذا كانت الأولى مفتوحة أثبتهما جميعًا مثل: استووا، واحتسووا، وعووا، ورووا. وقد حُذفت الواو في مثل: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ١٨}⁣[العلق]، {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ}⁣[الإسراء: ١١]، و {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ}⁣[القمر: ٦]، و {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ}⁣[الرعد: ٣٩] اتباعًا للمصحف.

  فصل: والحرفان المثلان اللذان من كل كلمة واحدة مثل: كر، وبر، وخطّ، ودق، وما أشبه ذلك يُكتب لها صورة واحدة. فإن كان التضعيف من كلمتين لم يحذف منه شيئًا مثل: اللحم واللبن والليل إلا الذي والتي والذين في الجمع فإنها تكتب بلام واحدة. فإذا ثنيت رجعت إلى الأصل المتقدم وأثبت اللامين مع اللذين، واللتين، فرقًا بين التثنية والجمع وكذلك قولك: اذهب بكتابي. ونحوه.

  فصل: ومتى اجتمعت ثلاث صور وجب حذف واحدة منها وذلك مثل قولك: للحم، وللبن، ولليل، وللّوح ألا ترى أنك تقول: لوح ثم تدخل عليه لام التعريف فتقول: اللوح ثم تزيدُ لام الجر فتقول: اللوح فهذه ثلاث لامات تحذف منها واحدة في الخط ولا خص به واحدًا دون واحد لأنك لو خصصت لام الجر لخفضت بغير عامل ولو حذفت لام التعريف لبقي الاسم منكرًا ولو حذفت لام الأصل لأخللت بالوزن.