باب النقط
  فصل: والياء تُبدل من الهمزة في مثل: حينئذ ويومئذ، وساعتئذ، وليلتئذ على مذهب من بَنَى. فأمَّا من أعرب فيكتبها حين إذ، وساعة، إذ وليلة إذ. وقد أبدلها منها بعض الكتاب في {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ}[مريم: ٤٦]، {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}[الحديد: ٢٩].
بَابُ النَّقْط
  اعلم أن الغرض بالنقط الفرق بين ملتبسين. فإذا فهمت هذا الغرض فحروف المعجم تنقسم في النقط قسمين: مِنْهَا ما يُنقط، ومنا ما لا ينقط، فالذي ينقط ضربان: ضرب منه يُترك نقطه بلا خلاف وهو كل حرف على مثل صورته. وذلك سبعة أحرف: (الألف، والكاف، واللام، والميم، والواو، والهاء، واللملف(١) لأن هذه لا يشبهها غيرها من حروف المعجم. وضرب لا ينقطه قوم وينقطه آخرون وذلك سبعة أحرف وهي الحاء والدال والعين والصاد والطاء، والراء، والسين، وكلها غير معجمة أي غير منقوطة. يقال ذلك. فحجةُ من لا ينقط هذه السبعة أن قال: لكل واحد منها شبية في الصورة فإذا نقط ذلك الشبه استغنى بنقطه عن نقط أشباهه فمن وجد صورة تصلح للجيم، والحاء والخاء فإن كان تحتها نقطة فهي جيم وإن كانت فوقها فهي خاء، وإن كانت عاطلة فليس إلا الحاء. وكذلك الدال والذال وإن وجدت نقطة فوق الحرف فهي ذال، وإن لم تجد شيئًا فهي دال، وكذلك الصاد والضاد والعين، والغين والطاء والظاء والراء والزاي والسين والشين، تجتزئ بنقط الأخر عن نقط الأول، وهو لعمري اختصار حسن لأنه من عرفك أحد الضدين فقد عرفك الآخر وسأل رجل عليا #: ما الأصلح في الدين فقال: الورع فقال: فما الأفسد، قال: قد أخبرتك. أراد # أن الأصلح إذا كان الورع كان الأفسد الطمع. إلا أنَّ هذا المذهب يلزم
(١) لعلها اللام ألف.