باب صورة الشكل وحكم القراءة
  وأما الوقف: فهو يكون لأحد أمرين: إمّا لفرق بين معنيين، وإما لانقطاع نفس فمتى فرقت به بين المعاني صورته هكذا (قف) في مثل قوله: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}[البقرة: ٢٥٨] ثم تقول: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ٢٥٨}[البقرة] ومتى كان للاستراحة عن انقطاع نفس لم يُكتب له صورة.
  وأما التسكين: فهو أن تصور هاء بتراء في أواخر الكلم المبنية وعلى الحروف الساكنة في حشو الكلمة مثل: قم، ومن القائم وزيد. ومنهم من يصوره هكذا قم، والأجود أن يصور البناء هكذا: (ه) ويصور الجزم هكذا (ح) فرقًا بين البناء والإعراب.
  والمهم من الشكل الذي لا يحسن بالكاتب أن يدعه في مصحف ولا غيره ثلاثة مواضع: فاء الكلمة ليؤمن التصحيف وعينها ليستقيم الوزن، ولامها ليسلم الإعراب وما عدا هذه المواضع الثلاثة من الزوائد فلا يحتاج إلى شكلها فإن فعل ذلك على وجه التحسين للكتابة جاز وهذا في غير المصحف. فأما المصحف فلا ينبغي أن تترك رفعًا، ولا نصبًا، ولا جرًا، ولا جزءًا، ولا تنوينا، ولا تليينا، ولا تشديدا، ولا مدا، ولا وصلاً، ولا اختلاسًا، ولا ترقيقًا، ولا تفخيما، ولا همزا، ولا إظهارا، ولا غُنّة، ولا إدغامًا، ولا إخفاءً، ولا تبيينا ولا وقفًا، ولا تسكينا؛ لأن لكتاب الله تعالى حُرمة ليست لغيره وقد أوجب الله تعالى ترتيله فقال: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ٤}[المزمل] والترتيل تفريق الحروف وإخراجها متمكنة من مخارجها من الفم فلا تخرج من كلمة إلى كلمة حتى تستقر الأولى في موضعها وتستقل بوزنها.
  وربَّما خشي الكاتب لكتاب الله تكاثر الشكل على الحروف فجعلها بأصباغ مختلفة فرسَمَ الرفع والنصب والجر والجزم والتنوين والتليين، والاختلاس بالسواد، ورسم المد والترقيق، والهمز، والإدغام بالصفرة، ورسم الإخفاء، والوصل، والتبيين، والتسكين بالحمرة، ورسم. التشديد والتفخيم، والغنة والوقف بالخضرة.