كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب أحكام القراءة

صفحة 383 - الجزء 1

  ولكن يغلب عليه الذي قابله في النطق من غير إدغام وقد ذكرنا حروف الإدغام والغُنَّة والإخفاء.

  وأما المد والقصر، والتليين والاختلاس والتشديد فحكمها أن تُمكن الخفيفة منها تمكينا ظاهرًا في القراءة، وتمكن العلة منها على حد النصف من الحقيقة.

  وأما التفخيم فحكمه أن تُخرج راءه متمكنا من وسط الفم إلا المستثنى من الراءات.

  وحُكمُ الترقيق أن تخرج اللام من ذلق اللسان غير متمكنة إلا لام اسم الله تعالى بعد الفتحة والضمة فتفخمها كالراء المفخمة.

  وأما ما اختلف فيه القراء من الأصول المطردة نحو عليهم، ولديهم، وهاء الكتابة، ودال قد ولام، هل وبل وفرش الحروف والهمزتين من كلمة وكلمتين. والإمالة فنحنُ نُفرد للهمز بابًا وللإمالة بابًا آخر لسعتهما ونذكر لك سائر ذلك في هذا الباب إن شاء الله تعالى ثم نقدم ذكر أسماء القراء قبل اختلافهم لتعرفها وهم: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، وعبد الله بن كثير المكي، وأبو عمرو بن العلاء البصري، وعبد الله بن عامر الشامي وعاصم بن أبي النجود، وحمزة بن حبيب وعلي بن حمزة الكسائي الكوفيون وكان نافع يسند قراءته إلى سبعين من التابعين وابن كثير يسند قراءته إلى مُجاهد ومُجاهد يُسند إلى ابن عباس، وابن عباس يسند إلى أبي بن كعب. وفي الحديث: «أبي أقرؤكم»⁣(⁣١) وكذلك أبو عمرو قرأ على مجاهد، عن ابن عباس عن أبي وأبي يسند عن


(١) الحديث في المعجم المفهرس لألفاظ الحديث الرواية الأولى مادة قرأ/ ٣٣٨، أبي بن كعب أبو المنذر سيد القراء. البخاري جنائز ٥٧٠، وأحمد: ١/ ٣٧٥، ٢٤٩، ٤٥١، وفي ص ٣٥١ رواية ثانية، مادة قرأ وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب والترمذي مواقيت / ٣٢٥، ابن ماجة مقدمة، ١١، وفي رواية ثالثة: (أبي أقرأنا وأقرأنا أبي) البخاري تفسير سورة: ٢/ ٧ ٤٥ فضائل القرآن ٨، والحديث في معرفة القراء الكبار: ١/ ٣٢.