باب اختلافهم في الهمزتين من كلمة أو كلمتين
  أنا ومن اتبعني. وياء الاعتلال في الاسم المنقوص نحو: الداعي والمهتدي والوادي. فاختلفوا في حذفها وإثباتها وتحريكها وتسكينها في نيف على مائتي موضع في كتاب الله تعالى.
  وكذلك اختلفوا في إثبات الألف وطرحها في مثل: {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}[البقرة: ٩] وما يخدعون، فرهان مقبوضة، فرهن. نجعل لك خراجًا وخرجا، وخراج ربّك خيرٌ، وخرج ربّك خيرٌ على إثاري، على إثري، بيوتا فارهين، فرهن، حاذرون حذرون، طَعَام مساكين ومسكين لامستم النساء، ولَمَسْتُم النساء، مالك يوم الدين، وملك يوم الدين إلى غير ذلك يثبت أكثرها أبو عمرو، ويحذف أكثرها نافع. وهذا علم واسع ليس هذا موضع استيفاء شرحه وإنّما أردنا أن لا تخلي كتابنا منه وسترى في القراءة إن شاء الله بيانًا جامعًا في كتابنا الموسوم بكتاب المباني والمعاني في القرآن الكريم وبالله التوفيق.
باب اختلافهم في الهمزتين مِنْ كَلِمَةٍ أَوْ كَلِمَتَيْنِ
  أما الهمزتان من كلمة واحدة فيكونان مفتوحتين مثل: {أَأَشْفَقْتُمْ}[المجادلة: ١٣]، {أَأَنْذَرْتَهُمْ}[البقرة: ٦]. {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ}[المائدة: ١١٦]، {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا}[النازعات: ٢٧]، وتكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة أو مضمومة مثال الأول: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ}[النمل: ٦٢]، ومثال الثاني: {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ}[الزخرف: ١٩] فإنَّ نافعًا وابن كثير يحققان الأولى من المفتوحتين ويلينان الثانية مثل: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ}.
  وأبو عمرو يدخل بينهما ألفًا مع المد: أ - أنت قلت للناس. وروي مثله عن قالون عن نافع والباقون يُحققونهما جميعًا مثل: أأنتَ قُلتَ للناس. هذا إذا كانت