كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الإمالة

صفحة 389 - الجزء 1

  أو كسرة أو كانت حركة الأولى فتحة والثانية ضمة أو كسرة أو كانت حركة الأولى كسرة والثانية فتحة فنافع وابن كثير، وأبو عمرو يحققون الأولى ويلينون الثانية. فإن كان على الملينة ضمة أو كسرة تنقلب واوا، أو ياءً إلا أن تكون قبلها ضمة فإنَّها تنقلب واوا إن انكسرت أو انفتحت؛ وذلك نحو قوله تعالى: {أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ}⁣[الأعراف: ١٠٠]، {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ}⁣[التحريم: ٣]، {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}⁣[الحجرات: ٩]، و {جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا}⁣[المؤمنون: ٤٤]، و {مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا}⁣[البقرة: ٢٨٢] وإنما لا يكون مشبعا في اللفظ كل الإشباع حتى يتصرح الحرف تصرحه في الخط لو كتب ولكن يكون بين اللفظين. وأما ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، فيحققون الهمزتين مختلفتي الحركات إذا كانا من كلمتين بأي حركة تحركت كل واحدة منهما فيقولون: (أن لو نشاء أصبناهم)، (والنبيء أولى) على مذهب من مدَّ النبيء، (وحتى تفيء إلى أمر الله)، و (جاء أمة رسولها) و (من الشهداء أن تضل) فافهم ذلك.

بَابُ الإمالة

  وفيه ثلاثة أسئلة ما الإمالة؟ وما الذي يجوز أن يُمال وما يمتنع من الإمالة؟

  فصل: أما ما الإمالة، فهي: صرف الشيء عن ما هُوَ عليه إلى وجه آخر وهي مختصة من الحروف بالألف. ومن الحركات بالفتحة فالألف تُمالُ إلى نحو الياء. والفتحة تمالُ إلى نحو الكسرة، وذلك في مثل عالم وسالم، والنار، والنهار، ونحوه من الأسماء وسار، وباع، ونحوه من الأفعال وحتّى، وبَلَى مِن الحروف وللعرب في الإمالة مذهبان: منهم من يميل الألف والفتحة إلى الياء والكسرة إمالة صريحة، ومنهم من يجعله لفظاً بين اللفظين.

  والمميلون من القراء أربعة حمزة والكسائي، وأبو عمرو، ونافع.