باب الشعر وما يفتقر إلى معرفته الشاعر
  اشدد حيازيمَكَ لِلْمَوتِ ... إِنَّ الْمَوتَ لاقِ لاقيكا(١)
  لأن العرب قد تخرم البيت بأن تزيد في أوّله حرفًا، أو حرفين، أو ثلاثة، أو أربعة ولا يزاد على الأربعة. فهذا كلام جمع الوزن والتقفية وتعرى عن القصد ومثله كلام النبي ÷: (رجز)
  أنا ابن عبد المطلب ... أنا النبي لا كذب(٢)
  وقال:
  هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت(٣)
  وقال بعضُ العرب في السوق:
  يا صاحب المسح تبيع المسحا ... قال نعم اقرب إلي أن أردت ربحا(٤)
  فهذا كلام يشبه الشعر إلا أنه يُخرجه منه عدم القصد.
  فصل: وأسماء الشعر خمسة: المترادف وهو كل ما اجتمع في قافيته ساكن ومسكن نحو: (رجز)
  والمرءُ يُبْليهِ بَلاءَ السِّرْبَال(٥)
  الألف ساكنة واللام مسكن.
(١) البيت من الرجز، وهو في ديوانه / ٨٣، وقد نسبه إليه صاحب التنبيه على شرح مشكلات الحماسة ٧٩، وعجزه:
وَلَا تَجْزَعَ مِنَ الْمَوْتِ ... إِذَا حَل بواديكا
(٢) نسب هذا الرجز إلى الرسول ÷ في كتاب أراجيز العرب /٣ أن النبي ÷ قال ذلك يوم حنين، وروايته:
أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب
(٣) نسب هذا الرجز للرسول ÷ يوم الخندق وفي اللسان مادة (صبع): ١٠/ ٥٩ حكى ذلك اللحياني عن يونس، روي عن النبي ÷ أنه دميت إصبعه في حفر الخندق، فقال البيت. وأراجيز العرب / ٣، نسب إليه ÷.
(٤) البيت من الرجز وجاء في الأغاني: ٤/ ٤١، قال رجل لآخر عليه مسح: (يا صاحب المسح تبيع المسحا). فقال لنا أبو العتاهية هذا من ذلك ألم تسمعوه يقول: (...) قد قال شعراء وهو لا يعلم، ثم قال الرجل: (تعال إن كنت تريد الربحا).
(٥) البيت من الرجز وهو لرؤبة تقدم تخريجه وعجزه كرّ الليالي واختلاف الأحوال.