كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب المعرب

صفحة 40 - الجزء 1

  وأما الأفعال المضارعة، فهي: كل فعل لزمت أوله إحدى الزوائد الأربع. فإنه يُعرب ما لم يتصل به إحدى النونات الثلاث نوني التأكيد ونون جماعة النساء. ومعنى المضارعة المشابهة، وذلك أن الفعل شابه اسم الفاعل، فأعرب. وأصله البناء كما أن اسم الفاعل شابه الفعل فعمل وأصله أن يكون معمولاً فيه، لا عاملاً كما قدمنا.

  فصل: والمعرب ينقسم على أربعة أضرب مرفوع، ومنصوب، ومجرور، ومجزوم.

  فالمرفوعات عشرة، وهي المبتدأ وخبره نحو قولك: زيد قائم. والفاعل والمفعول الذي لم يسم فاعله؛ نحو قولك: قام زيد وأقيم عمرو. واسم كان وأخواتها وخبر إن مع أخواتها؛ مثل: كان زيد قائمًا، وإن زيدًا قائم. واسم ما وخبر لا مثل: ما زيد قائمًا، ولا غلام سفر أفضل منك والتابع، وهو العطف والنعت والتأكيد والبدل. والعاشر الفعل المضارع ما لم يدخل عليه ناصب أو جازم، ولم يتصل به إحدى النونات الثلاث.

  والمنصوبات خمسة عشر، وهي المصدر، والمفعول به، والمفعول من أجله، والمفعول معه، وظرف الزمان وظرف المكان والحال، والتمييز، والاستثناء، واسم إن وأخواتها، وخبر كان وأخواتها، واسم لا، وخبر ما، والتابع، والفعل المستقبل إذا كان معه ناصب، ولم تعرض له إحدى النونات الثلاث؛ مثال ذلك على الترتيب: قُمتُ قيامًا، وضربتُ زيدا، ويلحق به منصوب النداء، مثل: يا عبد الله، ويا غلامًا من أهل الكوفة، ومنصوب التعجب والصفة المشبهة؛ مثل: ما أحسن زيدا ومررتُ بالرجل الحسن الوجه والإغراء والتحذير مثل: عليك زيدا، والأسد الأسد، وإياك الطريق، وتقول: زرتك إكراما لك؛ أي: لأجل إكرامي إياك، وجئت وزيدًا أي: معه، وسرتُ يوما ومشيتُ خلفك، وجاء زيد راكبًا، وعندي خمسة عشر درهما، وجاء القوم إلا زيدًا، وإن زيدًا قائم وكان زيد قائمًا، ولا غُلامين لك، وما هذا بشرًا، وأريد أن تقوم.