باب المعرب
  تقوما، ولن تقومي. واعلم أن الإعراب يقع في آخر الكلمة لأن أولها بناء ووسطها حشو، وآخرها حرف يتبين فيه الإعراب فإن قيل فإنَّ إعراب التثنية والجمع والستة الأسماء المعتلة المضافة في أواسطها قلت: لا يصح ذلك لأن آخر الكلمة في الزيدين والزيدين الدال والياء علامة الإعراب والنون عوض التنوين. وكذلك لو قلت: أخوك لكانت الواو علامة الإعراب والكاف اسم مضمر أضيف إليه الأخ وهو اسم ظاهر. فقد بان لك أن الإعراب في أواخر هذه الأسماء لا في أوساطها فافهم. ذلك، وقس عليه.
باب المعرب
  وفيه سؤالان ما المعرب؟ وعلى كم ينقسم؟
  فصل: المعرب شيئان: أسماء متمكنة، وأفعال مضارعة. فالأسماء تنقسم في التمكين على ثلاثة أضرب أسماء متمكنة في الاسمية، وكل الإعراب وهي كل اسم دخله الرفع والنصب والجر، مع التنوين. وما يقوم مقامه من ألف ولام أو إضافة، نحو غلام والغلام، وغلام زيد.
  وأسماء متمكنة في الاسمية، وبعض الإعراب وهي التي لا تنصرف والأسماء المنقوصة وجمع المؤنث السالم.
  وأسماء متمكنة في الاسمية دون الإعراب، وهي الأسماء المقصورة والستة المعتلة المضافة والتثنية والجمع المذكر السالم، وكل اسم حذف منه حرف الإعراب نحو: أدل وأجرٍ جمع دلو وجرو، تقول: هذه أذل، ورأيتُ أدلاً، ومررتُ بأدل، وأضب وأنج وقس عليه كل اسم آخره واو أو ياء جمعته على أفعل.
  فإن قيل لك: ما تصنعُ بالواو والألف والياء؟ قلت: ليس إعرابا، وإنما هي تدل عليه.
  ومعنى التمكين ثبوت الاسم على مسماه غاب أو حضر، تقول: هذا زيد. وزيد في الكوفة.