كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الشعر وما يفتقر إلى معرفته الشاعر

صفحة 400 - الجزء 1

  ثم قال في البيت الثاني: (طويل)

  لعل نحيجا قد قَضَى بعض دينه ... ويارب دَينِ قَدْ قَضاهُ نَحيجُ⁣(⁣١)

  فأعاد القافية فأوطأها.

  وقد أجاز بعضهم بعد ثلاثة أبيات. وقال بعضهم بعد سبعة.

  وآخرون فيما يلي العشرين قبلها وبعدها بشرط أن يكون الشعر طويلاً وهو على الجملة ضعيف.

  وأما التضمين: فهو أن يضمن الشاعر معنى البيت الثاني ويعلقه عليه وهو كقول النابغة: (وافر)

  وهم وردوا الجِفَارَ عَلَى تميم ... وهم أصحابُ يوم عُكاظ إنّي⁣(⁣٢)

  فلم يتم ما أراد حتَّى قال: (وافر)

  شَهِدَتْ لَهُمْ مواطنَ صَادِقَاتِ ... قضَتْ لَهُمُ بصفو الودِ مِنّي

  وقال بَشر بن أبي خازم⁣(⁣٣): (متقارب)

  وسعدًا تسائلهم والرباب ... وسائل هوازِنِ عَنا إِذا مَا⁣(⁣٤)

  فلم يقض غرضه حتّى قال: (متقارب)

  لقيناهم: كيف نُعليهم ... صوارم يفرين بيضا وهاما

  وأما السناد: فهو اختلاف حركة حرف الدخيل كما قال ورقاء بن زهير:


(١) البيتان من البحر الطويل ولم أهتد لقائلهما.

(٢) البيتان من الوافر انظر: ديوان النابغة /١٧٥، والعجز للبيت الثاني في ديوانه: (أتيتهم بور الصدر مني). وفي شرح تحفة الخليل نسبا له ص ٣٧٤، وجاء في صدر البيت الأول في ديوانه بشر بن أبي خازم /٢٢، والبيت:

وهم وردوا الجفار على تميم ... بكل سَمَيْدَع بطل نجيب

(٣) بشر بن أبي خازم جاهلي قديم شهد حرب أسد، وطيئ، وشهد هو وابنه توفل بن بشر الحلف بينهما وهو من بني أسد. الشعر والشعراء: ١/ ٢٧٠.

(٤) البيتان من المتقارب، وهما في ديوان بشر بن أبي خازم /١٨٨ وفيه (وكعبا) بدل (وسعدًا) و (فسائلهم) بدل (تسائلهم)، وقد نسبهما ابن الشجري في أماليه/ ٢٣ والمرزباني في الموشح / ٢٥.