باب الشعر وما يفتقر إلى معرفته الشاعر
  سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليد(١)
  فكسر ثُم قال:
  بمخضب رخص كأنَّ بَنَانَه ... عَنَمْ يَكَادُ مِنَ اللَّطَافَةِ يُعْقَدُ(٢)
  فضم؛ ومثله: (رجز)
  لا هَمَّ إنَّ الحارث بن نهم ... أوذم حجا في ثيابِ دُسْم
  إن تَغفر اللهم تَغْفِر جما ... وأي عبد لك لا ألما(٣)
  فكسر ثم فتح، وأنشد ثعلب: (بسيط)
  فقد جعلت أرى الشيئين أربعة ... والواحد اثنين لما بورك البصر
  وكنت أمشي على رجلين معتدلا ... فصرتُ أمشي على أخرى من الشَّجرِ(٤)
  فرفع الأول وكسر الثاني. والإقواء كثير في أشعارهم.
  وأما الإكفاء: فهُوَ اختلافُ حرف الروي نفسه كقول بعضهم: (رجز)
  إذا ركبت فاجعلاني وسطا ... إنّي كبير لا أطيقُ العُنَّدا(٥)
  فبينما الرَّوي طاءً حتى أَتَى بِهِ دَالاً.
  وأمّا الإيطاء: فَهُو إعادة القافية في آخر بيتين والمعنى واحد كما قال بعضهم: (طويل)
  ألا يا طيال الطور يا شمخ الذرا ... تُبدين هل يبدو لكن نحيج
(١) البيت للنابغة من البحر الكامل ديوانه: ٥٢. وخمسة دواوين من أشعار العرب: ٣٠، وشرح تحفة الخليل في العروض: ٣٦٥.
(٢) البيت للنابغة ديوانه: ٣٨٧
(٣) البيت من الرجز، وهو لأمية بن أبي الصلت اللسان مادة لحم: ١٦/ ٢٣، وفي الاقتضاب ٤٤٢ نسبه إلى أبي خراش والصحيح هو لأمية انظر: الخزانة: ١/ ٢٧٨، والعيني: ٤/ ٢١٦.
(٤) البيتان من البحر البسيط وهما لعمرو بن أحمر الباهلي انظر: ديوانه: ١٨١، وفيه: (الشخصين) بدل (الشيئين)، (مما) بدل (لما) والبيت الثاني في الخصائص: ١/ ٢١٧.
(٥) البيت من الرجز: انظر: المقتضب للمبرد: ١/ ٢١٨، دون نسبة وكذلك ابن الشجري ومنهجه في النحو رسالة تقدم بها د. عبد المنعم صالح لجامعة بغداد ١٩٧٢، ص ٧٨، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٢٦٧، والخزانة: ٤/ ٥٣٣، والاقتضاب / ص ٤١٥.