كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب المبني

صفحة 43 - الجزء 1

  ضمير المتكلم، وتاء ضمير الاثنين والجمع وكافهم وهاء الغائب وتثنيته وجمعه، ونون ضمير الجماعة أو الواحد العظيم مثال ذلك: قُمت، قمنا، قمتم، ضربكما، ضربكم، ضربكن ضربه ضربهما، ضربهم، ونون ضمير الجماعة مثل: نحنُ، ونوع من الظروف وهو كل ظرف قطع عن الإضافة نحو: قبل، وبعد، وقط، وعوض.

  قال الشاعر: (كامل)

  لعن الإله تعلة بن مُسافر ... لعْنا يُصيب عليه من قدام⁣(⁣١)

  قلما قطع ضمَّ والقافية مضمومة بدليل قوله⁣(⁣٢): (البان ابن تعلة بن مسافر): (كامل)

  ألبان ابن تعلة بن مسافر ... ما دام يملكها علي حرام

  وقال الأعشى: في عوض: (طويل)⁣(⁣٣)

  رضيعي لِبَانِ تَدي أمّ تَخالفا ... بأسحم داج عوض لا نتفرق

  وقال الله تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}⁣[الروم: ٤]. أي: من قبل الأشياء وبعد الأشياء. هكذا حكم الظروف إذا قطعت عن الإضافة إلا حيث فإنه مبني على الضم وإن أضيف، لأنه ناب مناب، ظرفين، تقول: الخصب حيث المطر، أي: في مكان فيه المطر، وليعدل به إلى جهة ليست له في حال إعراب. ومنهم من يفتحه طلبًا للخفة، ومنهم من يكسره على أصل التقاء الساكنين، وفيه لُغتان حيث وحوث، وأنشد الفراء⁣(⁣٤):

  وأنني حوثما يسري الهوى بصري ... من حوثما سلكوا آتي فانظور

  وكل واحد يُضم ويفتح ويكسر، ونوع من المناديات وهو كل منادى مفرد معرفة أو مقصود نكرة مثل: يا زيد، ويا رجل، قال الله تعالى: {وَقَالُوا يَا صَالِحُ}


(١) البيت ذكره الحريري في درة الغواص في أوهام الخواص: ١٠٩، ولم ينسبه.

(٢) البيت ذكره الحريري في درة الغواص في أوهام الخواص: ١٠٩، ولم ينسبه.

(٣) البيت في ديوانه: ٢٢٥.

(٤) البيت لإبراهيم بن هرمة، انظر: ديوانه ١١٨، وفيه: (يشري) بدل يسري، (وأدنو) بدل آتي.