باب المبني
  [الأعراف: ٧٧]، {يَا هُودُ}[هود: ٥٣] و {يَانُوحُ}[هود: ٣٢]، وقال في النكرة: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ}[سبأ: ١٠]، {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي}[هود: ٤٤]، قال الشاعر: (وافر)
  ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما خمر الطريق(١)
  وقال الأعشى في النكرة: (بسيط)
  قالت هريرة لما جئت زائرها ... ويلي عليك وويلي منك يا رجل(٢)
  وقد قدمنا أنه لم يبن شيء من الأفعال، ولا الحروف على الضم.
  فصل: والذي بُني من الأسماء على الفتح: كيف وأين وأيان، والآن، وثم، وتاء ضمير المخاطب المفرد وكافه مثل: قُمت ونفعك زيد، ومثل أسماء الأفعال، نحو: هلم وحيَّ ويه، وأيها، وأوف، وأنا وهيهات وهيهاتًا على اختلاف اللغات.
  ومِنَ العرب من يبني الظروف كلها إذا أضافها إلى فعل ماض أو جُملة على الفتح، قال النابغة: (طويل)(٣)
  على حين عاتبت المشيب على الصّبا ... فقلت ألما تصح والشيب وازعُ
  ومثله قول الآخر: (طويل)
  على حين أعني الناس جُلُّ أمورهم ... فندلاً زريق المال نَدل الثعالب(٤)
  ومما بني على الفتح أيضًا من ثلاثة عشر إلى تسعة عشر قال تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ٣٠}[المدثر]، وقولهم: مرُّ وشغر بَغَرَ، وشَذَرَ مَذَر، وهمزة بين بينَ، وصباح مساء، ولا حول ولا قوة إلا بالله وحضرموت وبعلبك في أحد وجوهه وحيص بيص قال الشاعر: (كامل)
(١) البيت لا يعرف قائله، انظر الجمل للزجاجي: ١٦٥، وشرح المفصل: ١/ ١٢٩.
(٢) انظر: ديوان الأعشى: ٥٧.
(٣) انظر: ديوانه، والكتاب: ١/ ٣٦٩، وفيه ...... وقلت أصح والشيب وازع).
(٤) البيت مختلف في نسبته، قال العيني: ٣/ ٤٨، قائل هذين البيتين هو الأحوص، بينما في الحماسة البصرية أن قائلهما هو أعشى همدان يهجو بهما لصوصا.