كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب المبني

صفحة 44 - الجزء 1

  [الأعراف: ٧٧]، {يَا هُودُ}⁣[هود: ٥٣] و {يَانُوحُ}⁣[هود: ٣٢]، وقال في النكرة: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ}⁣[سبأ: ١٠]، {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي}⁣[هود: ٤٤]، قال الشاعر: (وافر)

  ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما خمر الطريق⁣(⁣١)

  وقال الأعشى في النكرة: (بسيط)

  قالت هريرة لما جئت زائرها ... ويلي عليك وويلي منك يا رجل⁣(⁣٢)

  وقد قدمنا أنه لم يبن شيء من الأفعال، ولا الحروف على الضم.

  فصل: والذي بُني من الأسماء على الفتح: كيف وأين وأيان، والآن، وثم، وتاء ضمير المخاطب المفرد وكافه مثل: قُمت ونفعك زيد، ومثل أسماء الأفعال، نحو: هلم وحيَّ ويه، وأيها، وأوف، وأنا وهيهات وهيهاتًا على اختلاف اللغات.

  ومِنَ العرب من يبني الظروف كلها إذا أضافها إلى فعل ماض أو جُملة على الفتح، قال النابغة: (طويل)⁣(⁣٣)

  على حين عاتبت المشيب على الصّبا ... فقلت ألما تصح والشيب وازعُ

  ومثله قول الآخر: (طويل)

  على حين أعني الناس جُلُّ أمورهم ... فندلاً زريق المال نَدل الثعالب⁣(⁣٤)

  ومما بني على الفتح أيضًا من ثلاثة عشر إلى تسعة عشر قال تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ٣٠}⁣[المدثر]، وقولهم: مرُّ وشغر بَغَرَ، وشَذَرَ مَذَر، وهمزة بين بينَ، وصباح مساء، ولا حول ولا قوة إلا بالله وحضرموت وبعلبك في أحد وجوهه وحيص بيص قال الشاعر: (كامل)


(١) البيت لا يعرف قائله، انظر الجمل للزجاجي: ١٦٥، وشرح المفصل: ١/ ١٢٩.

(٢) انظر: ديوان الأعشى: ٥٧.

(٣) انظر: ديوانه، والكتاب: ١/ ٣٦٩، وفيه ...... وقلت أصح والشيب وازع).

(٤) البيت مختلف في نسبته، قال العيني: ٣/ ٤٨، قائل هذين البيتين هو الأحوص، بينما في الحماسة البصرية أن قائلهما هو أعشى همدان يهجو بهما لصوصا.