باب المطلق
  فالواجب: أنَّ الشعر متى كان مؤسسا لزمه أربعة أحرف وثلاث حركات.
  فالحروف التأسيس والدخيل والروي والوصل.
  والحركات الرس، واللزوم: وهي حركة الدخيل، والمجرى، وجميع ذلك موجود في قول النابغة:
  كليني لهم يا أميمة ناصب .........
  الألف في ناصب تأسيس وفتحة النون قبله رش. والصاد دخيل، وحركته لزوم، ولا تتغير إلى آخر الشعر. والباء روي، وحركته المجرى، والباء وصل فهذا ما يلزم في المؤسس.
  فأما المردف: فيلزم فيه ثلاثة أحرف وحركتان.
  فالحروف الردف، والروي، والوصل
  والحركتان الحذو، والمجرى، وذلك موجود في مثل: (خفيف)
  أرواح مودع أم بكور .........
  والواو ردف والحركة قبله حذوّ، والراء روي وحركته مجرى والواو بعد الروي وصل.
  وأما الموجه: فيلزم فيه حرفان وحركة واحدة. فالحرفان الروي والوصل، والحركة المجرى وتأمله في مثل: (طويل)
  قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
  اللام روي، وحركته مجرى، والياء بعده وصل.
  وأما الجائز: فإنَّما يكون في المردف والموجه.
  أما المردف، فمتى كان حرف الردف واوا أو ياءً جاز أن يتعاقبا في الشعر الواحد كما أنشدتك لعدي بن زيد: (الخفيف)
  أرواح م ودع أم بُكْور ... فانظر لأي حال تصيرُ
  وإذا جاز تعاقب الواو والياء جاز تعاقب الكسرة والضمة في حركة الحذو وأما الألف فلا تعاقب الحرفين. وكذلك الفتحة لا تعاقب الحركتين فإن وُجِدَ ذلك فهو عيب.