باب المقيد
  ياذا الذي في الحب يلحى أما ... والله لو عُلقَتْ مِنْهُ كَمَا
  عُلِّقْتَ مِن حُبِّ رخيمٍ لَمَا ... لمت على الحُبّ فدعْنِي وما
  فإنّي لستُ أدْرِي بِمَا ... عُلَّقْتُ إِلَّا أَنَّني بينما
  أنا بباب القصر في بعض ما انظر من قصرهم إذا مرى
  قلبي غزالٌ بِسِهام فَمَا ... أخطأ سهمَاهُ ولكن ما
  عينَاهُ سَهْمَانِ لَهُ كُلِّمَا ... حَاوَلَ قَتْلِي بِهِمَا سلِمَا
  فجاء في هذه الأبيات بالتضمين والإيطاء وكان يشتهي أن يُركب عيوب الشعر بجانبه وتلعب وكما جمع بين الإيطاء والتضمين هاهنا جمع بين الإقواء والإلغاء في قوله: (كامل)
  لمن الدّيار بحافة البطيخ ... والديك في عَرصَاتِهُنَّ يصيحُ
  فقال له قائل: لِمَ جئتَ في المصرع الأول بخاء وفي الثاني بحاء فقال: لا تنقط. فقال: لِمَ كسرت الأول وضممت الثاني؟ فقال: أنهاك عن النقط فتشكل. وهذا كما يروى. فإن ضمن الشاعر المعنى دون اللفظ كان ذلك أخف وهو مثل قول بعضهم: (طويل)
  إذا أنا لم أجز المودة أهلها ... ولم أشتم الجبس اللئيم المُذمَّما
  فتم اللفظ ونقص المعنى حتى قال: (طويل)
  ففيم عرفت الخير والشر باسمه ... وشق لي الله المسامع والفَمَا
بَابُ الْمُقَيَّد
  وفيه ثلاثة أسئلة: ما المقيد في نفسه؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحامه؟
  فصل: أما ما المقيد؟ فهُوَ: كل شعر شكن فيه حرف الروي ومنع حروف الوصل كلها ولأجل سكون رويه سمي مقيدًا وهو مثل قول امرئ القيس: (متقارب)
  وأركب في الروع خيفانة ... كسا وجهها سعف منتشر
  لها جبهة كسراة المجن ... حذقه الصانع المقتدر