كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب المقيد

صفحة 438 - الجزء 1

  فالواجب: في المؤسس الإتيان بثلاثة أحرف وحركتين، والأحرف التأسيس والدخيل والروي والحركتان الرس، واللزوم، مع حرف الدخيل وقبل ألف التأسيس.

  والواجب في المردف حرفان وحركة واحدة. فالحرفان الردف والروي والحركة الحذو قبل الردف.

  والواجب في الموجه حرف واحد وهو الروي.

  وأما الجائز فيكون في المردف والموجه فيجوز في المردف أن يُعاقب الشاعر بين الواو والياء أعني حرفي الردف نحو قول عدي بن زيد: (سريع)

  يوما مع الركب إذا وضعوا ... ترفع فيهم من نجاء القلوص

  قد يُدرك المُبطئ من حظِهِ ... والجُبْنُ قد يسبقُ جَهْدَ الحريص⁣(⁣١)

  ويجوز في الموجه اختلاف حركة التوجيه وتثقيل الروي وتخفيفه وجعل الروي ألف القصر. واختلاف حركة التوجيه نحو قول امرئ القيس يصف فرسا: (متقارب)

  إذا أق بلت قُلتُ أثفية ... ململمة ليس فيها أثرْ

  ففتح التوجيه ثم قال:

  وإن أدبرت قلت دباءة ... من الخصر مغموسة في الغُدر

  فضم التوجيه ثم قال:

  وإن أعرضت قُلتُ شرعوفَةٌ ... لَها ذنبٌ خَلْفَها مُسبطر⁣(⁣٢)

  فكسر التوجيه وتثقيل الروي وتخفيفه نحو قوله أيضًا:

  تميم بن مُرّ وأشياعها ... وكندة حولي جميعًا صُبُرْ


(١) عدي بن زيد: تقدمت ترجمته والبيت من السريع والبيت الثاني ذكر في الشعر والشعراء لابن قتيبة: ٢٣١، وفيه: (الخير) بدل (الجبن) وفي شعراء النصرانية: ٤/ ٤٧٠، والبيتان في رسالة الغفران للمعري: ١٨١.

(٢) ديوان امرئ القيس: ١١٦ والأبيات من المتقارب وفيه: (قلت) بدل (أقبلت).