باب المقيد
  إذا ركبوا الخيل واستلأموا ... تحرقت الأرض والنوم قرْ(١)
  خفف صبر وثقل قر، ومثله قول لبيد في قافيته: (رمل)
  ............ بجلي الآن من يش بجل
  ثم قال في آخر: (رمل)
  ............ وجدير طول عيش أن يُمل(٢)
  جعل الروي ألف القصر نحو قول الشاعر: (رجز)
  إنَّك يا ابن مالك نِعْمَ الفَتَى ... ورُبَّ ضيف طرق الحي سُرى
  صادف زادًا أو حديثًا يُشتهى ... إن الحديث طرف من القرى(٣)
  ومثله قول الأسعر الجعفي(٤) يصف فرسًا: (كامل)
  أما إذا استقبلته فكأنه ... باز يكفكف أن يطير وقد رأى
  إذا استدبرته فتسوقه ... ساق قموص الوقع عارية النسا
  أما إذا استعرضته متمطرًا ... فتقول هذا مثل سرحان الغضا
  وهذا التقسيم حسن جدًا.
  وأما الممتنع: فإنَّه لا يجوز قطع ألف التأسيس ولا ذهاب الردف، ولا اختلاف حركة الدخيل، ولا تبديل حرف الروي، ولا مُعاقبة الألف من الواو والياء من حروف الردف، ولا الفتحة من الكسرة والضمة في حركات الحذو. فإن وجد شيء من ذلك كان عيبًا فحيشًا فتبديل حرف الروي نحو قول بعضهم يصف إبلاً: (رجز)
  بنات وطاء عَلَى خَدِ الليل ... لا يشتكين ألما مذ ألقين
(١) ديوان امرئ القيس: ٥٤.
(٢) الأبيات سبق تخريجها وهي بتمامها:
فمتى أهلك فلا أحفله ... بجلى الآن من العيش بجل
من حياة قد مللنا طولها ... وجدير طول عيش أن يمل
(٣) البيتان من الرجز وهما للشماخ في ديوانه انظر: ديوان الشماخ: ٤٦٤، ٤٦٦، ٤٦٧.
(٤) الأسعر الجُعفي - بالسين المهملة -، واسمه مرثد بن أبي حمدان الجعفي، وكنيته أبو حمران وهو شاعر جاهلي. السمط: ٩٤ والاشتقاق: ٢٤٣، والأصمعيات: ١٥٧، والأبيات من بحر الكامل. انظر: الأصمعيات: ١٥٧ - ١٦٠، ومقصورة ابن دريد ص ١١.